الميلاد الثاني لمركز الدراسات السودانية

يعود مركز الدراسات السودانية كمنبر جامع لكل المبدعين والمثقفين ولكل المتجاوزين والمتمردين علي الواقع الراكد والقانع هو تجمع لابناء الغد من الشباب ونساء ومهمشين ومبعدين عن صنع الحياة في السودان .

يعود المركز ليس كمجرد منظمة مجتمع مدني باهداف تقليدية معهودة في نشاط تلك المنظمة بل يعود كقاطرة تساهم بفعالية وبروح مبادرة في عملية نهضة وتقدم الوطن علي أعمدة من القيم العقلانية والعلم والجمال والحرية والمساوة والتسامح وقبول الآخر .

ظلت السياسوية والحزبية التقليدية مهيمنة علي العقل والحياة العامة السودانية. وكان الاستقلال الأول عام 1956شكلانيا وأمتداد للرؤية الاستعمارية في الادارة والاقتصاد والتعليم . وكانت الحكومات الوطنية وفية لهذا التراث الفكري واستمرت في رعايته شعوريا ولاشعوريا لسبب محدودية قدرات النخبة السودانية التي تربت وفق نظرة المستعمرين للعالم ( Weltanschuing ) وكان تدجينها كاملا، ولم تكن تعرف المغامرة الفكرية وأطلاق الخيال واقتراح الجديد والمجهول، مع وجود أفراد واتجاهات حاولت مفارقة النمط السائد ولكنها لم تكن مؤثرة وفعالة بسبب عيوب ذاتية وموضوعية .

لذلك الان وبعد هذه الثورة العظيمة الفريدة تاريخيا، يتوجب علي النخبة أن تعكف صراحة على تحقيق الاستقلال الثاني (19 دسمبر 2018) بأعتباره الاستقلال الحقيقي الذي يشّكل المفتاح لسودان عصري أكثر انسانية، يلعب فيه العقل والعلم والثقافة والفكر دورا استراتيجيا في عملية النهضة والتغيير والتقدم. ولقد آل مؤسسوا المركز في ميلاده الثاني علي ان يتحملوا مسؤولية المساهمة والاستجابة لهذا التحدي كمثقفين عضويين ملتزمين بقضايا تقدم الشعب ونهضته . ويمثل النشاط الجديد المقبل قطيعة مع ماضي إتسم بقدر كبير من الفشل في تحقيق غايات الاستقلال الوطني، بالذات الإنجاز التنموي والانطلاق الاقتصادي الذي كان يمكن أن يخرج البلاد من دائرة التخلف والفقر وتهميش الاطراف، بالاضافة لعدم تحقيق الوحدة الوطنية وتجنيب الوطن سنوات نزيف الحرب الاهلية والنزعات الجهوية والقبلية . وأنهي هذا العجز والفشل بفصل جزء عزيزمن الوطن وظلت عدد من المناطق مهددة بالانفصال لسبب العجز عن حل المشكلات المستدامة .

هيكل المركز المقترح :

سيتم تأسيس المركز هذه المرة علي أسس تحقق التعددية والانتشار والتنوع في الاهداف والنشاطات من خلال عدد من المنابر والمنتديات ضمن المركز . بالاضافة الى لامركزية جغرافية بتأسيس عدد من الفروع في كل انحاء السودان يزودها المركز بالاصدارات والمشاركة في المحاضرات والندوات التي ينظمها المركز الرئيسي وتكوين تجمع اصدقاء المركز بالخارج واشراك المغتربين كمندوبيين. وسيكون الهيكل التنظيمي كمايلي :

  • قسم الدراسات والابحاث والندوات والمؤتمرات
  • الاكاديمية الشعبية للفنون، وتهتم بالمسرح والسينما والفن التشكيلي والخزف والاعمال اليدوية ،ورعاية فرق الفنون الشعبية ، وفرق فنية متنوعة .. مسرح موسيقي وغناء لاطفال الشوارع .
  • معهد للعلوم والرياضيات والتدريب واللغات
  • قسم رعاية الموهوبيين والمتفوقيين
  • تنسيقية الحملة القومية لمحو الامية والتعليم المستمر – بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومنظمات المجتمع المدني ذات الاهتمال بالمجال
  • منبر الشباب الديمقراطي .وللمركز تجربة ناضجه في هذا العمل
  • منتدي المرأة والابداع .

وسيكون لكل واحد من هذه النشاطات لجنة علمية وتنفيذية مستقلة تتولي العمل والتنظيم والتقويم .

مقترحات النشاطات

يخطط المركز لعقد عدد من الندوات والمؤتمرات تقع كلها ضمن مايسمي بالنموذج السوداني للديمقراطية والتنمية والوحدة الوطنية ، ومن أهم هذه النشاطات حتي الان :-

  • مؤتمر مستقبل الديمقراطية في السودان وسيعالج موضوعات مثل : الحياة الحزبية ، - قوانين الانتخابات – التمثيل النسبي وقضية الدين والسياسة ومستقبل الطائفية والاحزاب الدينية . الدولة والمجتمع المدني ، دور النخب، موضوع المثقف والسلطة ، التنمية والتحول الديمقراطي .
  • ندوة التعليم والبحث العلمي .
  • ندوة تطور الاقتصاد السوداني .
  • ندوة نحو تيار إسلامي ديمقراطي
  • ندوة تجديد اليسار السوداني
  • المرأة السودانية والابداع في الحياة العامة .
  • الإعلام والديمقراطية
  • دور الراسمالية الوطنية في النهضة السودانية

ومايستجد من موضوعات وقضايا.

وسوف تناقش موضوعات خاصة بالقطاعات المختلفة بالتفصيل، وستصدرمحتوياتها في كراسات منفصلة . وسيكون مقر المركز بؤرة لكثير من النشاطات المتنوعة. وسوف يشتمل المركز علي قاعات لمعارض الفنانين التشكيلين ومراسم للأطفال ومسرح صغير للبروفات والعروض المسرحية الخاصة.مع وجود مكتبة للاطلاع ومقهي ثقافي لتدشين الاصدارات الجديدة وتوقيعات المؤلفين. كما يوفر المركز مكتبة سمعية وبصرية ونادي للسينما .

وسيسعي المركزإلي تحقيق استقلالية مالية والاعتماد علي التمويل الذاتي من خلال :-

  • الاشتركات والتبرعات
  • تسويق المواد الثقافية من كتب واشرطة ولوحات وكروت فنية
  • إقامة مهرجانات وحفلات وأسواق خيرية
  • الاستشارات وتنفيذ المشروعات البحثية
  • تقديم خدمات إعلانية واكاديمية مع وجود بنك للمعلومات وتوفير الاحصائيات والوثائق .

هذا البيان مجرد مقترح وتصور أولي لمركز الدراسات السودانية في ميلاده ونرحب بالنقاش والتوصيات والمقترحات. يمكن التواصل علي البريد اللكتروني :

editor@ssc-sudan.org أو hayder@ssc-sudan.org

مع اطيب التحايا والامنيات