انعتاق

ابراهيم خالد احمد شوك - 19-09-2020

عادَ لى بعد طولِ انتظارْ
المدى كان داكناً
والقلبُ خفقُهُ أضحى ساكناً
طالَ ليلى واستبدَّ النهارْ
لكنْ إستدارَ المسارْ
حين عانقتُ أحرفاً قادماتْ
ملؤها الشوقُ والأمنياتْ
سَقطتْ لوحةُ الصَّمتِ
فى حبائلِ الانشطارْ
ورأيتُ بحرَ الأسى
رويداً …. رويداً
يراودُ الانحسارْ

**

زهرةٌ بريةْ
نُزِعتْ من أرضها
غُرستْ فى أَصِيْصْ
اعترتها نظرةٌ شجيةْ
وأملٌ بصيصْ
تبسَّمتْ حينَ شاهدتْ
مسلسلَ النَّحلِ فى التلفازْ
صارَ التَّسليةَ والملازْ
انبجستْ من ثغرها
ابتسامةٌ تفوحْ
وبانتهاءِ الحلقةِ الأخيرةْ
أرسلتْ نظرةً حسيرةْ
وأسلمتِ الرُّوحْ

**

حبسَ الطَّفلُ العصفورْ
فى قفصٍ مبهرجٍ
ليُغردَ لهْ وَحْدَهْ
صمتَ العصفورُ طويلا
تساءلَ ….
هل يرجِعُ سابِقُ عَهْدِهْ
ويصيرْ ….
حُرَّاً وقتَ يشاءُ يطيرْ ؟
سَمِعَ الطِّفلُ كلامَ الأهلْ
حرَّرهْ من أسرِهْ
عاد العصفورُ يغرِّدُ عند النَّافذةِ
ويُوصِلَهْ حتَّى بابَ الفَّصلْ

**

يَغْلِى الفلّاحُ الماءْ
ليَشربَ كوباً
من قهوةِ أو شاىْ
يَعزفُ على إيقاعِ الغليانِ
وصفيرِ الفورانِ
الناىْ
يسمو البُخْارُ بعيداً
يتراقصُ فى الأجواءِ سعيداً
يُشَكِّلُ سُحُباً
ترنو للفلّاحِ
بعينٍ حانيةٍ وجِلَهْ
اليافعةُ تظلِّلهْ
واليانعةُ تَسْقِى حقلَهْ