بَادِراتَ التَّرَحِ أيغَظْتَهُنّْ

ابراهيم خالد احمد شوك - 21-02-2021

(ورحل شقيقى محمد إلى دار البقاء)

قُلْ لِى بِرَبِّكَ كَيْفَ أُسْمِيَّهِ
أخِى وشَقِيقِى
عُكازَتِى أَتَوكَّأُ عَلَيْهَا
وأهُشُّ بِهَا الوَجَعَ عَنْ طَرِيقِى
دَوَاءُ غُلِّى
أَصْلِى وأهْلِى
مِيزَانُ عَقْلِى
دَارِى وظِلِّى
وَفِى غَائِظِ الحَرِّ بَلَّالُ رِيقِى
حِينَ النَّائِبَاتِ لُطْفٌ
وَرِقَّةٌ تَمْسَحُ ضِيْقِى
مِحْفَظَةُ السِّرِّ وَالبِرِّ
مُؤدِّبِى وَأَبِى وصَدِيقِى
الوَفِىُّ حِينَ انْحِسارِ الوِصَالِ
بَوصَلَتِى لِطَرِيقِ النَّجَاةِ
فِى سُبُلِ الخَيْرِ قائِدِى ورَفِيقِى
الحُرُوفُ تَعْجِزُ عَنْ وَصْفِهِ
قَصُرَتْ قاماتُهُنّْ
بَشَرٌ كَستْهُ أَنْبَلُ مَزَايَا
كَمْ سِبَانَا حُسْنُهُنّْ
المِلااءاتُ نَاصِعَةُ البَيَاضِ
الْمَمَرَّاتُ صَقيْلَةٌ كالمَرايا
يَتَلَبَّدُ المَوْتُ فِى الزَّوَايَا
مِنْ كُلِّ فَجٍّ أَتَوْهُ الصِّحَابْ
وَسَعَى فِى رِحابِهِ الْأَحْبَابْ
يَا سَنَدِى لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابْ
تَوَّجْتَ صَبْرَكَ
خَتَمْتَ دَوْرَكَ
سَمْحٌ
هَيِّنٌ
لَيِّنٌ
فَرِيدُ السَّجَايَا
لِدَارِ الخُلُودِ مَخرْتَ العُبَابْ
فِى قُلُوبِ مُحِبِّيكَ اسْتَبَدَّ المُصَابْ
يَارَبُّ نَقِّهِ مِنْ الخَطَايَا
الطَّبيبَاتُ فِى خِفِّةٍ
أَتْقَنَّ مِهنَتَهُنّْ
إِنْسَرَبَتْ رُوحُكَ
رَاضِيَةً مِنْ بَيْنِ أَيْدِيَهِنّْ
البَنَاتُ يَكْتُمْنَ يُتمَهُنّْ
الأُمُّ تَلُوكُ صَبْرَهَا
تَقْهَرُ دَمْعَهَا قُرْبَهُنّْ
الأُخَيُّةُ حارَ فِكْرُها بَيْنهُنّْ
الأَبْنَاءُ تَخْتَلِجُ قُلُوبُهُمُ وَتَئِنّْ
إذْ مُصِيبَةُ المَوْتِ أَقْبَلَتْ
أَىُّ رَوْحٍ مِنْهَا ياتُرَى أَفْلَتَتْ
الحَيَاةُ يَا أخِى أغْفَرَتْ
المَسَرَّاتُ أسْرَجَتْ خَيْلَهَا أَدْبَرَتْ
أَسنِيْنُ الجَّوَى تَنْطَوِى
يُشْرِقُ القَلْبُ بَعْدَهَا
يَسْتسِيْقُ طِيْبَ قَطْفِهَا
دامِعاتُ الطَّرْفِ
يَنْدَمِلُ جُرحُهُنّْ
مِنْ شَتَاتِ النَّوَى
يَلْتَئِمُ شَمْلُهُنّْ
يَكْنُسُ الفَجْرُ لَيْلَهُنّْ

بريطانيا
فبراير ٢٠٢١