سنصبر حتى نلعق الصبرا!

موسى بشرى محمود على - 18-09-2020

«سلسة مفاهيم وخطوات عملية مرجوة نحو مدنية الدولة السودانية [68]»

بقلم/موسى بشرى محمود على-17/09/2020


تمر بلادنا هذه الأيام بلحظات عصيبة بسلسة من الكوارث، الفواجع، الام ومخاض طويل من شظف العيش ومعاناة الشعب فى الحصول على حقوق حياته الأساسية من «ماء، كهرباء، خبز، غاز الطهي، مواصلات ووقود وغيرها من الضروريات» بالإضافة إلى ارتفاع معدلات التضخم مما أثر سلبا"فى ارتفاع أسعار الدولار التى تكاد توصف بالمستحيلة وما زالت المعاناة فى ازدياد مضطرد أى متوالية عددية ولاحلولاً تلوح فى الأفق فى القريب العاجل غير أن ننهل من كأس الصبر وليس طعم العلقم كما يتصور البعض!
هذه المعاناة لم تأتى من فراغ بل جاءت نتيجة لعوامل معلومة للقاصى والداني مننا وترى رأى العين ومن أهمها:
-ورثت الحكومة الانتقالية اقتصاد رث مثقل بالديون والقروض حيث عملت على تسديد بعض من هذه الديون والقروض للبنوك والمؤسسات المالية التى استدانت منها حكومة النظام المقبور
-استفادة أصحاب المعسكر المضاد للثورة من هذه الضائقة المعيشية الصعبة والتلذذ من جراء المعاناة التى
بلغت سيلها الزبى وكثر الحديث والشكاوى حول هذه القضايا الضرورية لحياة المواطن السودانى بغرض اضعاف الحراك الثوري وتسجيل نقاط لصالحهم!.
-هيمنة المجلس السيادى«الشق العسكري» على كل قطاعات الإنتاج والواردات لخزينة الدولة وتجنيبها بعيدا" عن أروقة وزارة المالية مع ملاحظة صمت لاذع من عضوية المجلس السيادي
«الجانب المدني» وتعامله مع الأحداث «كالأطرش فى الزفة»!

  • الموت السريري والإكلينيكي ووأد الثورة عند الكثيرين ممن أتى بهم قوى الثورة فى مقاعدهم التى يعتلون على عرشها
    -غياب الروح،الضمير والحس الوطني لدى الكثير من العاملين فى السلطات التنفيذية والسيادية والدستورية إما بسبب حلم البعض منهم بعودة نظامهم الذى دحره الشعب إلى غير رجعة وكفر به كفرا" بواحا" أو التردد فى اتخاذ قرارات مصيرية من شأنها مصلحة العباد والبلاد أو لحاجة فى نفوسهم لا يودون الإفصاح عنها ولا أحد يعلم دواعي اخفائهم الا الله الذى يعلم سريرتهم/سرهم وعلانيتهم!
    فى تقديرى ذاكره الكثير من الشعب السودانى تكاد لاتتذكر ما عانيناه بعد تغول بنى كوز على السلطة وسرقتهم لها بفوهة البندقية والدبابة التى جاءوا بها والناس نيام فى يوم جمعتهم المشؤومة فى الثلاثين من يونيو-1989 وحدث ما حدث بعدها!
    كنا حضوراً فى أيام حكمهم البائد فكم كنا نذهب إلى الأفران قبل الاذان الأول لصلاة الصبح من شمال شرق سوق ليبيا أمبدة الحارة16/ب إلى الحارة16/أ ومنها الى أمبدة الحارة12 من فرن لفرن إلى نصل أمبدة الحارة الرابعة وتقاطع الحارة21-الجميعاب مشياً بالأقدام حتى أفران السوق الشعبى أمدرمان من أجل أن يتم التصديق لشراء 12 الى17 رغيفه مقابل كل شخص وصل الصف وحجز ونعاود من بعدها أدراجنا إلى حيث أتينا أيضاً مشيا" بالأقدام«كدارى»!.
    حيثيات هذه المعاناة كانت من نهايات89 إلى منتصف 1994 بالتقريب من بعدها جاء ما يسمى بكروت التموين التى زادت من الطين بلة الى أن وصلت البلاد مرحلة البيع التحريرى أى يحق للمواطن/الزبون شراء أى كمية يريدها حسب ما يريد وفق جيبه!
    قال أحد الشعراء«لاتحسبن المجد تمرا" أنت اكله xxx لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا» وقال أحد الحكماء «بالصبر تبلغ ما تريد وبالحكمة يلين لك الحديد».
    إنه لمشوار صعب ولكننا قد الينا على أنفسنا أن لا نرجع للوراء وقبلنا التحدي الكبير باتخاذ قرار صائب بدحر منظومة الكيزان فبإذن الله ستنجلي غمامة الصيف هذه وتعود الحياة إلى طبيعتها والأمور إلى نصابها ولكن لا يتأتى ذلك بالتمنى«تجود النفس بالآمال شجوا" xxx فما نيل المطالب بالتمني»! ولكن يأتي بالمزيد من الصبر والمثابرة ومواساة من هم أضعف منا والتحرر من قيود الأنانية لاسيما فى القضايا التى تهم المواطن من غير عصبية، عنصرية،تمييز على أساس دينى أو اثنى،تمايز جغرافى أو طبقي ومحاكمة عادلة ضد كل من ثبت تورطه فى جريمة تمس الشرف والأمانة والأخلاق وكل من اقترفت يداه سرقة المال العام أو استغلال السلطة و النفوذ بغرض الابتزاز والتحايل على القانون وغيرها من الجرائم فى الحق العام والخاص عندها سنعبر وننتصر بإذن رب النصر.
    «النضال مستمر& النصر أكيد»