قد طار نعام ياصاحب

**الشاعر عثمان بشرى في وداع التشكيلي سيف الدين اللعوته** قد طار نعام ياصاحب قد طار نعام وفرت شمس حبلي بعوالم من ذهب وزحام فرت من ريش الأيام وأظلم كون بارد أظلم كون وأنتحب النجم الفضي هنالك حيث ينام اللون وانْتحَبَ الخَاصةُ لِلفَقدِ وانتَحبَ عَوَامْ. توقيت آذان الحزن (غياب الشمس في تمام الظهيرة) رحيل الفنان التشكيلي سيف الدين اللعوته جائزة نوما لرسوم الأطفال في اليابان.. الفنان السوداني سيف الدين اللعوتة ذلك الغوص الجميل في محتوي ثقافي بانسانه وحيوانه والطيور وأساطيره لكم كنا مفتونين بوسامة تلك الروح الفنانه التي تتمهل في التفكير طليق الروح حتي تخرج شمسا من إبط نعامة..... وتفتح وجداننا علي الأسطورة وهي تخرج من خبائها في برازين ريشتك أيها الفنان الأسطورة. أول لقاء جمعني بك كان في مكتب أستاذنا الفنان عبد الباسط الخاتم المزين دوما بآخر أعماله في مواسم تزاوج التلوين والنحت المستمرة عنده مستخدما خشب (القفل) الرخو. الخشب الذي دوما تجده وهو يموت علي جنباته فرحا ليتحول إلي منحوته جميله ذات ألوان. دلفت إلي المكتب وخرجت في فرح غامر حينما أخبرني أستاذي أنك ستشرف علي في أعمال التخريج وكنت حينها أحاول إستنطاق سواكن ....سواجن... وأبحث في البصري في رفاة تلك المدينة الساهم في مياه البحر بلا مباالاة وعدم إكتراث بالقدر...أستنطق ألسنة اليابسة في الماء وهي تتهجأ إسم مدينة كانت هي في التاريخ الأجمل..ولم تك الا سويعات وتصادقنا وصرت مزهوا بتلك العلاقة وبروحك الحرة وتلك الصرامة الحميمة والمرحة. دعوتني للعشاء وذهبنا معا في ذات اليوم إلي مقر إقامتك أنت وأسرتك الصغيرة وأهديتني كم هائل من أوراق التلوين المائي التي عدت بها من رحلتك إلي اليابان وقد كانت في سماكة جلود أبقار مجوك...الكنفس والألوان فلم أعد في شظف من أمري من خامات التلوين. وما بين قطة ونعامة خرجت سواجن علي جدران المتحف القومي في معارض التخريج عامرة الأماسي أدبا وفن. وتفرقت بنا سبل ...وسال علي جدران الغيبة في التسفار حنين حتي إلتقينا في باحة اتينيه قبل شهور عقب عودتي من دارفور وتسامرنا...ضحكنا ..حد زرف الدمع ..سألتني حالي ومآلي ومدحتني أمام الصحاب وأنت تجتر زكريات بعيدة فقضيت مسائي ذاك وأنا أنفض فرشي البسيط من ريش الطاووس. لم تسفعنا الأيام الجرحي لمزيد من منمماتك الفكرية في الشفاهة الباهرة في هذا الكون الباهظ الأوجاع كثيره لكنك وجع في الخاص مرير لك الرحمة والمغفرة في أبدية زاهية الألوان