كَبُرَ القِناعْ

ابراهيم خالد احمد شوك - 03-09-2020

(1)
هى الحربُ
يُساقُ لها الشَّبابُ زُّمَرا
فتَحصدُ الارواحْ
وفى نفوسِ من تبقّى
تصدأُ الجراحْ
يستبدُ الخوفُ
يستطيلُ الحزنُ والعذابُ
فى الاطفالِ والنساءْ
رضيعةٌ غائرةُ العينينِ
قوامها جلدٌ تشدّه العظامُ
تَعَضُّ ثدياً عافهُ الحليبُ
الجوعُ والسقامُ
فى دمائها جَرَى
وغُصّةُ أمٍ حاسرةْ
تعولُ قُصّرا
تنكثُ الثّرى
تشاركُ النَّملَ
فى حبَّاتِ قمحٍ
أو لقيمةٍ من الذُرةْ
وكانَ حلمها يطاولُ الذُّرَى
وأخْرى تطبُخُ حجرا
تخادعُ الصغارَ
حتّى يهجمُ النومُ
وتبقى حسرةٌ منهمرةْ
وكم فتاةٍ ساهرةْ
تطاردُ الافكارَ فى السُّرَى
تُناجى قمرا
تُسائله عن الفتى
الذى مضى
هل يعودُ
هل تصونُ العهدَ
ترقبُ الأملْ
مابينَ هلْ وهلْ
يطيشُ الفكرُ حائرا
وشوقُ شيخٍ ظلّ
فى انتظارِ الابنِ صابرا
لو أنّه يراهُ
أو يضمّه
أو يشمَّ ريحهُ
لعادَ مُبصرا

(2)
هى الحربُ
اذا استعرتْ
تزلزلُ الأحياءْ
تستبيحُ الوطنْ
تنخرُ الولاءْ
تنحرُ الاخاءْ
تصادرُ السرّاءْ
تثيرُ منبع العفنْ
وكم من البشرْ
فيهم لهيبُ الشَّرِ يستعرْ
ظاهرهم قناعُ خيرْ
وفى الصميمِ
سوءٌ ينهمرْ
وينضحُ سُمّا
هذا رأس أخى
ينُّز دما
والفمُ باسما
يرمقنى بإلفةٍ آسرةْ
ونظرةٍ حائرةْ
اشيحُ وجهى عنهُ
انزعُ الحياءْ
وبازدراءْ
ادوسهُ بطرفِ الحذاءْ
لضعفهِ لا اكترثْ
اتخطَّى الجُثثْ
اقتسمُ الغنيمةْ
ادندنُ بلحنِ اغنيةٍ قديمةْ
احتفلُ بالنصرِ
فى مواضعِ الهزيمةْ
وفى الخفاءْ
اغازلُ النساءْ
استرقُ النَّظَرْ
الى حليلةَ جارى
وحين ادخل دارىْ
ادُسُّ عارىْ
ارتدى حُلّة النقاءْ
اتأبّطُُ عِفّتى
اُضاحكُ زوجتى
الاعبُ صغارى
كسائرِ الآباءْ
اُمازحهمْ
اُلاطفهمْ
وأحكى لهمْ
عنِ التضحياتِ والوفاءْ