ظهر اليوم المجرم على كوشيب أمام المحكمة الجنائية فى لاهاى الغرفة (3)
بحضور قاضى المحكمة، وممثلوا الإتهام والدفاع عن المتهم ، فى بداية الطريق لمحاكمة العصر ، كما تقول الحكمة( كلما جاء من العدل جزء ذهب من الظلم مثله ) ،حتى يكتمل العدل هلالاً فى سماء ، كانت الجلسة إجرائية للتأكد من شخصية المتهم، وإسمة ومعرفته بالتهم الموجهه إلية.
تحدثت فى بداية الجلسة فاتوا بنسودا مدعية المحكمة ،طلب القاضى من المتهم على كوشيب تأكيد أسمه بالكامل ، وقد طلب من المحكمة مخاطبته (بعبدالرحمن) بدل كوشيب مما أربك القاضى والإتهام والدفاع، فى نطق إسم ،،(عبدالرحمن) الذى لم يتم تدريبهم على نطقه ، كما طلب القاضى من ممثلة الإتهام تلاوة التهم الموجهة لعلى كوشيب، رغم طلب كوشيب من محامى الدفاع بأنه إطلع على التهم لا داعى لتلاوتها عليه ، لكن القاضى رد على المحامى، هذا إجراء يخص المحكمة
فقد طلب القاضى من ممثلة الإتهام مواصلة قراءة التهم التى جاءت كالتالى ، الإتهام بارتكاب جرائم حرب ، وجرائم ضد الإنسانية ،والتطهير العرقى .
ظهور كوشيب اليوم أمام المحكمة يعتبر إنتصار للضحايا وعزاء لذويهم ، وتأكيد لمبدأ عدم الإفلات من العقاب، وإنتصار لضحايا الانتهاكات الجسيمة فى دارفور ، هذه المحاكمة لن تعيد الأرواح التى أُُزهقت ، والشرف الذى إمُتهن ،ولا الدماء التى سفكت بغير حق ، ولكن المحاكمة ستضع الأساس للعدالة فى البلاد ، من يرتكب جريمة ينتظره القانون بالعقاب ولو بعد حين ، وأن المحكمة والعقوبة هى بداية لمشوار طويل، للتعافى النفسي للضحايا وضرورة حصولهم على التعويض المادى المستحق لجبر الضرر الذى عانوه ، كما يبدأ المجتمع فى التصافى والتعافى والعودة للحياة الطبيعية .
ينتظر الضحايا وذويهم ورفاقهم والشعب السودانى قاطبة ، مشاهدة مثول بقية المجرمين قريبا فى المحكمة الجنائية الدولية ، لمواجهة العدالة وحكم القانون، وما إغترفت أيديهم الآثمة من جرائم يندى لها الجبين ، لقد إستمعت لتسجيل لسيدة من قارسيلا تدعى (هاجر) ، وصف يقطع نياط القلب، وتهتز له الفرائص ، حول القتل والتعذيب والإغتصاب ووضع علامات على أفخاذ النساء المغتصبات.
لولا اننا شعب متحضر قاد ثورة الوعى وحكم القانون ، لدعوت لتسليم هؤلائي المجرمين لضحاياهم ، ليروا بأعينهم الموت بالخازوق Mop Justices،كما فعلت شعوب مجاورة ، عندما أطبقت على جلاديها ، هناك من لا زالوا فى غيهم يعمهون ، يتطلعون لعودة نظام الإجرام، وتجاوز حرمات الله ،لايدركون مقولة علي الكرار كرم الله وجهه ( الإنسان بناء الله لُعن من هدمة )، يدعون بخبل لعودة حكم الجور والعدوان، مُتبر ماهم فيه ،وباطلاً ما يدعون إليه .
نناشد حكومة الثورة بمجلسيها الوزراء والسيادى ، تسليم بقية المجرمين تحت قبضتهم فورا ،ليواجهوا العدالة فى الدنيا ، وتنتظرهم عدالة السماء يوم يلتقى الخصمان ، تسليمهم فورا للقانون، الذى لم يوفروه لضحاياهم مُنكسي الرؤوس ، وعلى رأسهم المخلوع عمرالبشير ، وعبدالرحيم محمد حسين، واحمد هارون، ليكونوا عظة لبقية العصابة المنفذة لهذه الجرائم، إنصافا للضحايا وإذلالاً للمجرمين الذين يستحقون الخذى والعار .
ختامة
قال الله تعالى فى محكم التنزيل، عن حق اولياء دم المظلوم (ولا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا) (33)، لاشفاعة ولا عزة لمجرم أمام الله والناس أجمعين، سلموهم اليوم قبل الغد بحق دماء الشهداء .
صلاح جلال
14 يونيو 2020
شارك هذا الموضوع: