إمدادات النفط على طريق الحرير
المقدّمة
التطور العاصف في الإقتصاد الدولي والنقلة الكبيرة والتي صارت واقعاً يمشي على الأرض بسبب مبادرة الحزام وطريق الحرير الصيني ، هذا التطور غير المسبوق في البنيات التحتية وطرق النقل والمواصلات وشق القنوات البحرية وزيادة حركة النقل البحري والبري وتنفيذ مشاريع لم تكن في خيال أحد على طول طريق الحرير الصيني ، كل ذلك أدى لتطوّر المشهد الدولي للطاقة خلال الأعوام الماضية، و أضاف عوامل تأثيرٍ جديدة على السوق الدوليّة، وأثّر بشكلٍ كبيرٍ على النموّ الاقتصادي والاستقرار السياسي العالمي. وقد شهد الطلب العالمي على إمدادات الطاقة ، بمختلف أشكالها، تزايدًا كبيرًا ،و بشكلٍ بارز في البلدان الواقعة على طريق الحرير وفي مقدمتها الصين بصورة متصاعدة .
تطرح التطوّرات المذكورة أعلاه تساؤلات عديدة حول ماهيّة التغّيرات المرتقبة في مصادر الطاقة، وأثرها على الروابط الجيوسياسية المرتبطة بشبكات المصالح الاقتصاديّة، ذات العلاقة بمنابع النفط وممرّاته. ، سلبًا أو إيجابًا. (1)
تعتبر الصين والولايات المتحدة اكبر مستهلكين للطاقة في العالم. وتكاد تتساوى كميات الطاقة المستهلكة في كلا البلدين على الرغم من اختلاف عدد السكان، ولكن تختلف مصادر الطاقة. فبحسب وكالة معلومات الطاقة الامريكية فان مصادر الطاقة في الصين في عام 2015م تشمل 70% فحم حجري و19% نفط و4% غاز طبيعي و1% طاقة نووية.
واما الولايات المتحدة فكانت 37% نفط و18% فحم حجري و29% غاز طبيعي و9% طاقة نووية. ويبدو واضحاً ان الصين تحرق وحدها حوالي نصف الاستهلاك العالمي للفحم الحجري مما ادى الى تلويث الاجواء وإلحاق الضرر بالصحة العامة. وتحاول الصين جاهدة تقليل الاعتماد على الفحم الحجرى، ويمكنها عمل ذلك بزيادة الاعتماد اما على الطاقة النووية او على الغاز الطبيعى. ويبدو ان الصين تمضي قدماً بزيادة الاعتماد على الخيارين معاً لانهما يشكلان خليطاً لحل مشاكل نمو الطلب على الطاقة. ولقد شكل الغاز الطبيعي حوالي 24% من مصادر الطاقة بالعالم بينما شكل الفحم حوالي 29% منها. وتجمع المصادر المختصة على ان الغاز الطبيعي سيتخطى الفحم الحجري كأهم مصدر لتوليد الطاقة الكهربائية بحلول 2030م.
اذاً لحل مشكلة الطاقة في الصين، سيتم التركيز على انتاج المزيد من الطاقة النووية لتقليل حرق الفحم الحجرى. وغالباً ما كان الخيار النووي احد اهم المصادر الصينية للتوسع في انتاج الطاقة. وتنتج الصين حالياً حوالي 2% من طاقتها بواسطة 20 محطة نووية منتشرة بالبلاد وتبنى حالياً حوالي 28 محطة اخرى. وتملك الصين خططاً طموحا لانتاج المزيد من الطاقة النووية، فلقد اعلنت انها بصدد رفع قدرتها لتوليد الطاقة النووية الى 60 جيجاوات بحلول 2020م، ومن ثم الى 150 جيجاوات بحلول 2030م في اصرار على رفع حصة الطاقة النووية في خليط الطاقة الصيني. و اقرت الحكومة الصينية في عام 2013م انشاء محطتين نوويتين لتوليد 2.1 جيجاوات وفي عام 2015 اعطت السلطات الصينية الضوء الاخضر لتوليد حوالي 9 جيجاوات من المحطات النووية. اذاً تعي الصين جيداً اهمية المصدر النووي وتحاول استغلاله ما استطاعت ولذلك تبقى الصين اكبر بلد في العالم ينشئ مفاعلات نووية جديدة. وأنتجت الصين حوالي 3% من اجمالي الطاقة النووية في العالم في عام 2008م، وتتوقع وكالة الطاقة الذرية ان تستحوذ الصين على 19% من اجمالي الطاقة النووية المنتجة عالمياً في عام 2035م.
واما بالنسبة للغاز الطبيعي فتقوم سياسة الصين على استيراد الغاز الطبيعي المسال من الاسواق العالمية، وعلى استيراده بواسطة انابيب من آسيا الوسطى (تركمانستان وكازاخستان): حيث كثفت الصين استثماراتها من خلال مشروعين أساسيين للبنية التحتية وهما خط أنابيب النفط “كازاخستان – الصين” وخط أنابيب الغاز “تركمانستان – الصين” (والمعروف أيضاً باسم خط أنابيب الغاز “آسيا الوسطى – الصين”) الذي بُدئ العمل فيه ويمتد على طول 1833 كم من الحدود الصينية وحتى داخل الأراضي التركمانستانية، إضافة إلى 37 مشروع استثماري صيني جاري العمل فيها داخل تركمانستان.(2)
وتستورد الصين حالياً حوالي 40 بليون متر مكعب سنوياً من الغاز الطبيعي من الخارج، وسوف ترفع كمية هذا الاستيراد الى الضعف، حيث وقعت قبل اسابيع صفقة مع موسكو لتوريد حوالي 40 بليون متر مكعب سنوياً بعد خمس سنوات حين يتم تشييد خطوط الانابيب بين روسيا والصين. الاكيد ان اتفاقية الغاز الجديدة بين روسيا والصين ستدعم روسيا في رفع طاقتها الانتاجية وزيادة الاستثمار في التنقيب عن الغاز الطبيعى.
ادركت الصين خطورة استبدال الفحم الحجري بالغاز الطبيعى، حيث بلغت حصة الغاز الطبيعي حوالى1% من حصة الطاقة في الصين مقابل حوالي 24% عالمياً. ولذلك من المؤكد ان الصين ستضاعف استهلاكها الغاز الطبيعي بحلول 2018م وتبنى خططاً طويلة الامد لزيادة اعتمادها على الغاز الطبيعى. وتعتمد الصين بكثرة على الغاز المسال من قطر واستراليا والجزائر. ويوجد عقد طويل الامد بين قطر والصين لتزويدها بخمسة ملايين طن سنوياً من الغاز المسال، وتتفاوض حالياً لاضافة 7 ملايين طن سنوياً في عقد جديد من قطر.(3)
الفحم الحجري:
تشكّل الاحتياطات العالميّة المكتشفة من الفحم الحجري ما يزيد عن حاجة العالم خلال السنوات المئة القادمة . ويعتبر الفحم الحجري من أوائل مصادر الوقود الأحفوري التي تمّ استغلالها بشكل واسع، وما زال يشكّل حتى الآن أحد أهمّ مصادر الطاقة.
تتجه معظم البلدان على طريق الحرير وعلى رأسها الهند والصين إلى استيراد الفحم بأنواعه المختلفة بعد أن كانت مصدرة له.وقد أصبحت الصين في عام 2013 مستورداً للفحم للمرة الأولى، حيث اشترت بكين 104 ملايين طن من نوعين من الفحم هما الفحم الحراري المستخدم في محطات الكهرباء كوقود، وفحم الكوك المستخدم في صناعة الصلب، بينما صدرت 80 طناً من الفحم عام 2003. وهذا التحول يساعد على إنعاش صناعة الفحم. فبعد تهميشه لعقود في العالم المتقدم ، زاد الطلب على الفحم نتيجة إقبال الصين والهند عليه، بجانب وارداته الهائلة أصلاً في مناطق أخرى من آسيا، منها اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان. وتكاد تجمع جميع الدوائر على أن الصين سيلزمها شراء كميات ضخمة من فحم الكوك، من الخارج، من الآن فصاعداً وربما أيضاً من الفحم الحراري.وستكون.ويبدو أن بكين متوجهة نحو زيادة اعتمادها على الواردات من أجل الحفاظ على احتياطياتها من الفحم المحلي، التي لا تزال ثالث أكبر الاحتياطيات العالمية بعد الولايات المتحدة وروسيا.(4)
تستخرج الصين محلياً نحو 3.3 مليار طن مسجلاً أعلى إنتاج على مستوى دول العالم. وفي إقليم شانكزاي الذي تحتوي مناجمه على أسهل احتياطيات الفحم استخراجاً هناك مبادرة مدعومة من الحكومة الصينية المركزية إلى تعزيز الصناعة في هذا الإقليم..وقد انتقلت هذه المبادرة إلى هنان، إحدى أكبر الأقاليم إنتاجاً للفحم. ومن المنتظر أن ينتهج إقليما شاندونج ومنغوليا الداخلية نفس الحذو في مسعى للنهوض بكفاءة الإنتاج طويل الأجل.
بيد أن الصين لا تشكل القوة الوحيدة المتسببة في تزايد المطلوب من الفحم. بل هناك دول أخرى على طريق الحرير ،فاحتياجات الهند الضخمة والمتعاظمة من الفحم لا تقل أهمية. إن “( الصين والهند معاً) في الواقع تعيدان رسم الخريطة الصناعية. ويقول خبراء إن الفحم هو وقود المستقبل لآسيا. كما يتوقع خبراء أن الهند ستسبق كوريا الجنوبية في احتلال مركز ثاني أكبر مشتر للفحم في العالم قبل نهاية هذا العقد. وتأتي زيادة الطلب بالتزامن مع استمرار نيودلهي في زيادة سعة توليد الكهرباء باستخدام وقود الفحم. ووفقا للبنك الدولي فإن 40 في المئة من مساكن الهند لا تزال دون كهرباء.كما أنه من المرجح أن يعمل نمو كوريا الجنوبية وتايوان على دعم سوق الفحم نظراً لتحول هذين المركزين من النفط إلى الفحم. وفي ذات الوقت أشارت فيتنام التي تعد مصدراً متوسط الحجم للفحم إلى احتمال تحولها إلى مستورد له خلال ثلاث إلى خمس سنوات نظراً لأن تسارع بناء المدن والمصانع يزيد الاحتياجات من الفحم.ويقول خبراء إن فيتنام قد تحتاج إلى استيراد 100 مليون طن فحم سنوياً بحلول عام 2020. ومع ذلك ستظل كافة العوامل التي تشمل نقص الإمداد وزيادة طلب دول أخرى بالمقارنة مع تعاظم نمو الصين وأيضاً الهند،تظل هذه العوامل موجودة، ولكن بدرجة أقل. بل أن الصين والهند ينتظر أن تلتهما ثلثي الإنتاج العالمي بحلول عام 2030.
يعتبر الفحم الحجري، على الرغم من ايجابياته العديدة، إلّا أنّه من أكثر مصادر الطاقة تلويثًا ، أرضًا وجوًا. على الرغم من الجهود المبذولة لتطوير تقنيّات جديدة تتيح استخدام الفحم الحجري بطريقة أقلّ تلويثًا، من المتوقّع أن يؤدّي هذا الموضوع إلى تقييد استعمال الفحم الحجري، ممّا سيؤثّر على سوق الطاقة بشكل عام وسوق الفحم بشكل خاص.
النفط
ترتبط كلمة النفط بكلمة الطاقة ارتباطًا وثيقًا للغاية، حيث لا يمكن الاستغناء عنه بأيّ شكل من الأشكال في عالمنا المعاصر. ونتيجة لغنى البلدان المنتجة للنفط، وارتفاع مستوى الدخل لدى مواطنيها، سمّي النفط بالذهب الأسود. إنتاج النفط هو أمرا حيويا لبنية الاقتصاد ولتوازن القوة في العالم . يتم استخراج النفط في شكل خام ، وتتم معالجته للحصول على المنتجات البترولية المختلفة. للنفط استعمالات صناعيّة كثيرة، وتتواجد منتجاته بشكل أساسي في مختلف الاستعمالات اليوميّة للبشر. أمّا أهمّ المجالات الصناعية التي يستخدم فيها النفط، فتقع ضمن إطار بناء الطرقات، الصناعات العسكريّة، الأسمدة الكيميائيّة، الصناعات البتروكيميائيّة على أنواعها، الصناعات البلاستيكيّة، الدهانات والمذيبات وكثير من الدول تستخدم البترول ومنتجاته باعتباره الأداة الرئيسية لتوليد الطاقة الكهربائية في البلاد . ويدخل في ذلك السيارات والوقود الصناعي والنفط والديزل وغيرها الكثير من المنتجات . العالم لديه بعض الخزانات النفطية التي تقع على التربة من عدد من البلدان(5).
وتقف الولايات المتحدة الأمريكية ، على رأس قائمة أكبر عشرة دول منتجة للبترول في العالم بينما كانت المملكة العربية السعودية تنتج ملايين البراميل على مدى العقود ، بالإضافة إلى الودائع الضخمة للنفط في بعض الولايات الأمريكية وكندا والصين وروسيا وغيرها . صيغت هذه القائمة وفقا لأحدث الإحصائيات التي قدرت في عام 2015 ، من خلال حجم إنتاج براميل البترول السنوية .(6)(7)(8)
الولايات المتحدة الأمريكية : حققت الولايات المتحدة ذلك وصولا إلى القمة ، مع إنتاجها اليومي لنحو 13.7 مليون برميل من النفط . ونظرا لزيادة استغلال المزيد من ودائع النفط ، فقد تجاوزت أمريكا إنتاجها أكثر بكثير من المملكة العربية السعودية . وهناك حوالي 75٪ زيادة في مكامن النفط المؤكدة على زيادة مشاريع التنقيب التي بدأتها الحكومة
المملكة العربية السعودية :المملكة العربية السعودية لديها ثاني أكبر احتياطي من النفط في العالم . وتبلغ حسابات هذه الودائع لنحو 5٪ من إنتاج النفط الخام توتال . وتنتج حوالي 11.9 مليون برميل يوميا. ولكن لم يتم حتى الآن استكشاف عدد كبير من هذه الاحتياطيات.
روسيا :فيما يتعلق بمساحتها الهائلة ، فإن روسيا لديها أكبر الاحتياطيات النفطية الثالثة في العالم . أنها تحتوي على عدد من شركات تكرير النفط العاملة في البلاد . ومع ذلك ، على وجه العموم ، فإن روسيا هي القادرة على انتاج ما يصل إلى 11.0 مليون برميل من النفط يوميا. كما انها تعتبر سابع أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.
الصين :تجاوز إنتاج النفط في الصين حتى الآن الكميات المتوقعة . وتفيد الأرقام أنها تنتج نحو 4.6 مليون برميل من النفط يوميا . ولكن من المتوقع أن ترتفع إلى حد كبير في السنوات القادمة بهذه الأرقام . كما تعتزم الصين استثمار أكثر في الصناعة النفطية ، لتعزيز انتاجها وكذلك لتصدير نفطها إلى دول أخرى.
كندا :تأتي كندا في مرتبة خامس أكبر منتج للنفط في العالم ، وتنتج كندا لما يقرب من 4.4 مليون برميل من النفط يوميا . وهي مصدر رئيسي للنفط في العالم . ويجري الشروع في مشاريع جديدة ومختلفة في البلاد لاستكشاف المزيد من احتياطيات النفط في أجزاء أخرى من الدولة . وأنشئت مئات من آبار النفط الجديدة في ألبرتا وحدها ، والتي تشكل الأساس لمصافي نفط جديدة.
العراق :وتحتل العراق المركز الخامس لإحتياطي النفط في العالم ، بينما معظمه غير مستغل بسبب مختلف القضايا الجيوسياسية . والمصافي الحالية تعمل على انتاج ما يصل الى 4 ملايين برميل من النفط يوميا . يتم استيفاء ما يقرب من 94٪ من الطلب على الطاقة في البلاد من قبل صناعة البترول .
الإمارات العربية المتحدة :دولة الإمارات هي واحدة من أكثر الدول المخصبة بالبترول من العالم فيما يتعلق في احتوائها على احتياطيات النفط وحقول النفط . وتنتج حوالي 3.5 مليون برميل من النفط يوميا ، مما يؤدي ذلك إلى المركز السابع في القائمة . أبو ظبي ودبي والشارقة تشكل محاور أساسي في صناعة النفط في دولة الإمارات العربية المتحدة .
إيران :وتعتبر إيران في المركز الثامن فيما يتعلق بإنتاج النفط . مع حسابات إنتاج النفط لنحو 5.1٪ من إجمالي إنتاج النفط الخام في العالم . تنتج يوميا نحو 3.4 مليون برميل من النفط . إنتاج النفط يولد 60٪ من إجمالي الإيرادات لهذا البلد . انها تلعب دورا حاسما في توليد الطاقة والكهرباء في الدولة .
المكسيك :في كل من نصف الكرة الغربي ، المكسيك هي رابع أكبر دولة منتجة للنفط مع احتوائها على أكبر ودائع العالم . تحتل المرتبة ال11 لأكبر مصدر للنفط وتاسع أكبر دولة منتجة للنفط في العالم . وقد أثار ذلك إنتاجها إلى ما يصل إلى 2.7 مليون برميل من النفط يوميا . وتشكل الصادرات النفطية 10٪ من إجمالي العائدات الناتجة عن البلاد
الكويت :ما يقرب من نصف إجمالي الناتج المحلي للبلاد يمثل إنتاج النفط . ولذلك ، فإن صناعة النفط في الكويت تتقدم عن أي وقت مضى تبعاً لنظام إنتاج النفط . ووفقا للأرقام الأخيرة ، فإن الكويت تنتج نحو 2.7 مليون برميل من النفط يوميا . لديها أكبر احتياطيات النفط لتكون في المرتبة ال 10 في العالم ، مع العديد من الشركات التي تلعب دورها في تكرير البترول
مخزونات استراتيجية عالمية من النفط: (9) (10)
اشترت الصين التي تعد أبرز مستهلكي الخام في العالم، للمرة الأولى في التاريخ، كميات من مخزونات الخام الأمريكية، حيث اشترت من الولايات المتحدة 550 ألف برميل مقابل 28.8 مليون دولار، ورغم أن قيمة الصفقة ليست ضخمة لكنها تعد سابقة. وفي الوقت الذي تقوم فيه بكين بتخزين احتياطيات طوارئ في ظل انخفاض أسعار الخام، باتت الولايات المتحدة ترى أن مخزوناتها لم تعد تمثل جزءا مهما من أمن الطاقة لديها، أو عنصرا حاسما حال وقوع اضطرابات. وبدأت الولايات المتحدة ببناء مخزوناتها الاستراتيجية في العام 1975، وذلك بعدما أثر الحظر المفروض بين العامين 1973 و1974 بشكل كبير على أسعار الوقود في الولايات المتحدة. وبلغت مخزونات النفط الإستراتيجية لدى الولايات المتحدة، في 17 مارس/آذار، نحو 693.4 مليون برميل، وهو أقل من المستوى القياسي، الذي بلغته المخزونات في العام 2009، وقدّر حينها بـ 727 مليون برميل. وعندما تم تداول سعر برميل النفط دون مستوى 50 دولارا للبرميل كانت الفرصة مثالية للشراء كما فعلت الصين. على الرغم من أن بكين اتجهت إلى تخزين النفط في وقت متأخر وتحديدا في العام 2007، إلا أنها سرعان ما عززت قدراتها التخزينية على نحو مثير للإعجاب. وعلى نقيض الولايات المتحدة، التي تنشر بيانات منتظمة حول مخزوناتها، تفضل الصين إبقاء تفاصيل مخزوناتها الخاصة سرية، وبالتالي فإن معظم المعلومات المتاحة حول حجم المخزونات الصينية ليست سوى تخمينات. ، ذكر بنك "جيه بي مورغان" أن تقديراته تشير إلى تمكن الصين من تخزين حوالي 400 مليون برميل من النفط الخام بحلول منتصف العام 2016، في الوقت الذي تستهدف 511 مليون برميل. وفي المرتبة الثالثة، تأتي مخزونات اليابان، والتي تقدر بحوالي 324 مليون برميل. فبالنسبة لطوكيو يعتبر المستوى الحالي للمخزونات الاستراتيجية كافيا إلى حد كبير لمواجهة أي أزمة أو تعطل مؤقت. وعلى هذا الأساس، فضلت الإبقاء عليها كما هي حاليا. تليها في المرتبة الرابعة، كوريا الجنوبية بمخزون استراتيجي يبلغ نحو 146 مليون برميل من النفط الخام. وفي المركز الخامس تأتي إسبانيا، التي تمتلك سعة تخزينية تقدر بنحو 120 مليون برميل، وهي الأخرى أبقت على مخزوناتها خلال الفترة الأخيرة دون تغيير.
الاسترالي
أكبر موردي النفط للصين: (11) (12) (13)
تتصدرت روسيا قائمة أكبر موردي النفط للصين ، في يناير، محققة بداية قوية لعام 2018 بعد بداية تشغيل خط أنابيب عابر لسيبيريا وسماح بكين بمزيد من حصص استيراد الخام للمصافي المستقلة. واحتلت أنغولا والعراق المرتبتين الثانية والثالثة للشهر متجاوزتين السعودية التي كانت ثاني أكبر مورد للصين في عام 2017. وبلغ حجم الإمدادات الروسية 5.67 مليون طن، أو ما يعادل 1.34 مليون برميل يوميا، بارتفاع نسبته 23.4 بالمائة على أساس سنوي، ويقابل رقم يناير 1.194 مليون برميل يوميا في ديسمبر.وأظهرت البياناتٌ أن روسيا احتلت المرتبة الأولى للعام الثاني بين أكبر موردي النفط للصين في 2017 متفوقة على السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، بنحو 150 ألف برميل يوميا.
وجاءت أنجولا في المرتبة الثانية بحجم بلغ 4.68 مليون طن يعادل 1.1 مليون برميل يوميا من الخام في يناير 2017 بانخفاض نسبته 5.4 بالمائة على أساس سنوي. واستوردت الصين 4.45 مليون طن، أو ما يعادل 1.05 مليون برميل يوميا، من الخام من العراق بارتفاع نسبته 28 بالمائة على أساس سنوي. ووردت السعودية 4.29 مليون طن، أو ما يعادل 1.01 مليون برميل يوميا، للصين بانخفاض نسبته 15 بالمائة على أساس سنوي ومقارنة مع 1.11 مليون برميل يوميا في ديسمبر 2017.
الصين أكبر مستورد للنفط في العالم: (14) (15)
تقدّمت الصين على الولايات المتحدة كأكبر مستورد للنفط الخام في العالم وذلك للمرّة الأولى. ومن الواضح أنَّها تتجه لتخطي الولايات المتحدة لتصبح أكبر مستورد في العالم بشكلٍ دائم. ومن المتوقع أن تظل مشتريات الصين قوية رغم تباطؤ الاقتصاد، ما سيكون له تأثير بعيد المدى على أسواق النفط والسلع الأولية العالمية.في هذا السّياق، قالَ رئيسُ بحوث أمن الطاقة في جامعة سنغافورة الوطنية فيليب أندروز سبيد "يزيد وضع أكبر دولة مستوردة للخام في العالم من القوة الشرائية للصين. وسيظل دور الصين في الشرق الأوسط يتغير ولن تبقى لاعباً صغيراً، مضيفاً ""لن يقتصر الأمر على تنامي أهمية الصين بالنسبة إلى دول الشرق الأوسط، بل تزداد أهمية الشرق الأوسط للصين مقارنة بدول أخرى تستورد كميات أقل من النفط."
الغاز الطبيعي
لا يعدّ الغاز الطبيعي من الاكتشافات الجديدة، حيث بدأ استعماله منذ بدايات القرن الماضي، ثمّ توسّع بشكل محدود. لكنّ اكتشافات الاحتياطات الكبيرة في الجزيرة العربيّة، شمال أفريقيا، روسيا ومؤخرًا شرق البحر المتوسّط، غيّرت من النظرة إلى الغاز الذي بدأ يتحوّل من مصدرٍ ثانويّ هامشيّ للطاقة إلى أحد المصادر الأساسيّة لها. كما أنّ تزايد الحديث عن ظاهرة الاحتباس الحراري والتلوّث الناتج عن الإنبعاث الغازي، وأثرهما الكبير على مناخ الكرة الأرضيّة، زاد من أهمّية الغاز، الذي يعتبر الوقود الأحفوري الأنظف والأقل تلويثًا للبيئة أرضًا، جوًا وبحرًا.
الصين الأولى في استثمارات الطاقة النظيفة : (16) (17) (18)
وضعت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح ، المسؤولة عن التخطيط الاقتصادي في الصين، في خطتها الخمسية استثمار تريليون يوان في الطاقة الشمسية، حيث تسعى الصين لتعزيز قدراتها بمقدار خمسة أمثالها. ويعادل هذا نحو ألف محطة كهرباء كبيرة بالطاقة الشمسية، وفقاً لتقديرات الخبراء. وتأتي هذه الاستثمارات مع تراجع تكلفة بناء تلك المحطات بنحو 40% منذ 2010. كما أن الصين ستستثمر 2.5 تريليون يوان، أيّ نحو 361 مليار دولار في توليد الكهرباء بالطاقة المتجددة بحلول عام2020 حيث تواصل أكبر سوق للطاقة في العالم التحول من استخدام الفحم الضار بالبيئة في تشغيل محطات الكهرباء إلى أنواع من الوقود أكثر نظافة. جاء ذلك في وثيقة الخطة الخمسية لتطوير قطاع الطاقة المحلي، خلال الفترة ما بين 2016 و2020، هذه الاستثمارات ستخلق أكثر من 13 مليون فرصة عمل في هذا القطاع.إن قدرة الطاقة المتجددة التي تشمل الرياح والطاقة المائية والشمسية والنووية ستسهم بنحو النصف في توليد الكهرباء الجديدة بحلول عام 2020. كما أن وسائل توليد الطاقة المتجددة الموجودة بكل تفرعاتها ستسهم بنحو نصف طاقة توليد الكهرباء بحلول العام 2020. استثمرت الصين في مجال الطاقة المتجددة في تخصصات متنوعة بدءًا في مصانع بطاريات الليثيوم في دول تقع على طريق الحرير ، براً وبحراً، وعلى رأسها، أستراليا وتشيلي وشبكات توزيع الكهرباء في البرازيل وبناء محطات الطاقة الشمسية في فيتنام، ووقعت في العام الماضي 2016 نحو 11 عقدًا مع مؤسسات وشركات أجنبية يزيد كل عقد منها على مليار دولار.
ونعرض هنا لمختلف مصادر وموارد الطاقة وتأثير مبادرة الحزام وطريق الحرير عليها :
أكبر عشر دول مصدرة للغاز الطبيعي المسال لعام 2017 (19) (20) (21) (22)
أظهر تقرير صادر من قبل الاتحاد الدولي للغاز (IGU) أكبر عشر دول مصدرة للغاز الطبيعي المسال لعام 2017، وتم الحصول على البيانات من الاتحاد و"آي إتش إس ماركيت".
قطر" الصادرات: 77.2 مليون طن حصتها من السوق: 29.9% وتقول شركة "قطر للغاز" إنها الأكبر على مستوى العالم في إنتاج الغاز الطبيعي المسال بسعة إنتاجية تصل إلى 42 مليون طن سنويا.
أستراليا" الصادرات: 44.3 مليون طن الحصة السوقية: 17.2% و وفقا لـ"الجمعية الأسترالية لاستكشاف وإنتاج البترول"، يوجد في أستراليا حاليا سبعة مشروعات عملاقة للغاز الطبيعي المسال قيد الإنتاج وثلاثة قيد التطوير، كما أن قطاع الغاز الطبيعي المسال يشهد استثمارات غير مسبوقة.
ماليزيا" الصادرات: 25 مليون طن الحصة السوقية: 9.7% ، تمتلك شركة "بتروناس" الماليزية لوحدها ، قدرة إنتاجية تصل إلى أكثر من 24 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا.
نيجيريا" الصادرات: 18.6 مليون طن ، حصتها من السوق: 7.2% و توظف شركة "نيجيريا للغاز الطبيعي المسال" أكثر من ألف شخص، وتقول إن أنشطتها في "ريفير ستيت" يمكنها إنتاج 22 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا.
إندونيسيا الصادرات: 16.6 مليون طن حصتها من السوق: 6.4% و رغم أنها تحتل المرتبة الخامسة من حيث الصادرات والحصة من السوق العالميين إلا أن قوة الطلب المحلي بالتزامن مع تراجع الإنتاج ربما ينتج عنهما انخفاض في الصادرات.
الجزائر الصادرات: 11.5 مليون طن حصتها من السوق: 4.5% تراجع إنتاج الجزائر من الغاز الطبيعي في 2016 للعام الثاني على التوالي، ومع ذلك لا تزال الدولة الواقعة في شمال إفريقيا ضمن مجموعة معينة من الدول التي تهيمن على 60% من الغاز الطبيعي في كوكب الأرض.
روسيا : 10.8 مليون طن حصتها من السوق: 4.2% تقول "جازبروم" الحكومية الروسية إنها تصدر غازا طبيعيا مسالا إلى أكثر من عشر دول من بينها الولايات المتحدة والصين والمملكة المتحدة والهند. رغم أستهلاكها المحلي الكبير.
ترينداد" الصادرات: 10.6 مليون طن حصتها من السوق: 4.1% و أفادت شركة "ترينداد وتوباجو أتلانتيك إل إن جي" بأنها واحدة من أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم، وبحسب بيانات البنك الدولي، يعتمد اقتصاد البلاد بشكل كبير على النفط والغاز.
سلطنة عمان الصادرات: 8.1 مليون طن حصتها من السوق: 3.1% و تدير شركة "Oman LNG" مشروعات على بُعد 200 كيلومتر جنوب شرق مسقط ذات سعة إنتاجية قدرها 34 مليون متر مكعب يوميا.
بابوا غينيا الجديدة" الصادرات: 7.4 مليون طن وحصتها من السوق: 2.9% و يوجد في "بابوا غينيا الجديدة" مشروعات للغاز الطبيعي بقيمة 19 مليار دولار تديرها شركة "إكسون موبيل" التي بدأت أنشطتها عام 2014، وفي 2016 أنتج المشروع 7.9 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال.
دولة قطر تعزز مكانتها كأكبر منتج ومصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم(23)
تخطط شركة قطر للبترول لرفع طاقة إنتاج الغاز الطبيعي المسال بنسبة 30% خلال السنوات الخمس أو السبع القادمة.هذا المشروع سيعزز مكانة دولة قطر كأكبر منتج ومصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، وسوف تزيد الشركة إنتاج الغاز من حقلها الشمالي الكبير الذي تتقاسمه مع إيران. وسيرفع المشروع الجديد الطاقة الإنتاجية الإجمالية للغاز الطبيعي المسال في قطر بنسبة 30% إلى 100 مليون طن من 77 مليون طن سنويًا، وبعد اكتمال المشروع سيزيد إنتاج دولة قطر إلى نحو ستة ملايين برميل من النفط المكافئ يوميًا.
جدير بالذكر أن الغاز الطبيعي المسال واختصاره LNG هو الغاز الطبيعي الذي تمت معالجته وإسالته بالتبريد في درجة تبريد سالب 260 درجة فهر نهايت، وتعد قطر أكبر مُصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، حيث يقل حجمه في الحالة السائلة بحوالي 600 مرة عن حالته الغازية، وبالتالي يسهل نقله عبر البحار والمحيطات بتكلفة منخفضة، لذا تمتلك قطر أكبر أسطول عالمي من السفن والحاويات الناقلة للغاز الطبيعي المسال في العالم.
تعتبر قطر أول مصدر للغاز في العالم يقوم بتحويل جُل غازه إلى الغاز الطبيعي المسال، وينهي عصر خطوط الانابيب، بينما لا تزال العديد من الدول المنتجة للغاز الطبيعي تمرره في أنابيب وبالتالي ارتفاع تكاليف النقل فضًلا عن خطورة مرورها ضمن مناطق الصراع؛ مما يعطي ميزة فريدة للدولة القطرية، كما يتسع سوق الغاز الطبيعي المسال في جميع أنحاء العالم بقوة، فوفقًا لتقرير صادر عن شركة شل فإن الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال من المتوقع أن ينمو بين 4 و5% سنويًا حتى عام 2030، وأن الطلب العالمي على الغاز المسال بلغ 265 مليون طن في عام 2016، كما أن الطلب الجديد سيكون مدفوعًا بزيادة استهلاك بلدان مثل مصر والأردن وكولومبيا وجامايكا وباكستان وبولندا، فضلًا عن كبار الزبائن الآسيويين مثل الصين واليابان ودول أوربا الغربية. وارتفع عدد البلدان المستوردة للغاز الطبيعي المسال في العالم من عشرة بلدان عام 2000 إلى 35 بلدا عام 2016.
الصين تتجه لتصبح أكبر مستورد للغاز في العالم في 2018: (24)
تتجه الصين هذا العام، للتفوق على اليابان، لتصبح أكبر مستورد في العالم للغاز الطبيعي الذي تستخدمه ليحل محل الفحم في إطار حملة مكافحة التلوث التي تشنها الصين، أكبر مستورد للنفط والفحم في العالم بالفعل، هي ثالث أكبر مستهلك للغاز الطبيعي في العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا. لكنها تستورد نحو 40 بالمئة من احتياجاتها لأن الإنتاج المحلي لا يكفي لتلبية الطلب. وأظهرت بيانات من تومسون رويترز ايكون، أن واردات الصين من الغاز المنقول عبر خطوط الأنابيب والغاز الطبيعي المسال ستصل إلى 67 مليون طن بزيادة أكثر من 25 بالمئة على أساس سنوي. وزادت واردات الغاز الطبيعي المسال بأكثر من 50 بالمئة.
وهذه البيانات، التي تشمل ناقلات الغاز الطبيعي المسال التي وصلت إلى الصين، وتقديرات تدفق الواردات الشهرية عبر الأنابيب. وما زالت الصين في المرتبة الثانية بعد اليابان التي تقدر وارداتها السنوية من الغاز بنحو 83.5 مليون طن، وجميعها من الغاز المسال، لكن إجمالي الواردات الصينية من الغاز تجاوز واردات اليابان سبتمبر.2017 وفقا لبيانات حكومية وبيانات أخرى لتدفقات الشحن. ويتوقع محللون أن تتفوق الصين على اليابان في واردات عام 2018 بأكمله. وقالت مياو رو هوانغ المديرة في وود ماكنزي لاستشارات الطاقة، "واردات الغاز الطبيعي المسال والغاز المنقول عبر خطوط الأنابيب ستواصل الارتفاع في السنوات القليلة المقبلة. نتوقع أن تتفوق الصين على اليابان كأكبر مستورد للغاز في العالم في 2018". (25) وأضافت "لكن اليابان ستظل أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال حتى عام 2028 تقريبا". وبدأت الصين العام الماضي في تحويل ملايين المنازل والكثير من المنشآت الصناعية من الفحم إلى الغاز في إطار الجهود الرامية للحد من التلوث مما أدى إلى زيادة غير مسبوقة في طلبيات الاستيراد. وأكبر ثلاثة موردين للغاز الطبيعي المسال إلى الصين، هم قطر وأستراليا وماليزيا، بينما تأتي واردات الغاز عبر خطوط الأنابيب من آسيا الوسطى وميانمار. ويجري تشييد خط أنابيب يربط الصين وروسيا.
قطر تتصدر إمدادات الصين بالغاز الطبيعي (26)(27)
كشفت مجلة «فوربس» الأميركية، أن دولة قطر تزود الصين بـ35 % من احتياجاتها من الغاز المسال كأكبرمورد للغاز الطبيعي للصين وأهم محطة لتزويد الغاز على طريق الحرير ، فيما تستحوذ استراليا على حصة 20 % من واردات الصين من الغاز المسال في الوقت الذي أعلنت فيه قطر للبترول الأسبوع الماضي أنها وقعت اتفاقية مع شركة شيودا اليابانية يتم بموجبها إجراء دراسة تفصيلية لتحديد التعديلات الواجب إجراؤها لزيادة الطاقة الإنتاجية لخطوط إنتاج الغاز الطبيعي المسال القطري في مدينة راس لفان الصناعية وذلك بهدف معالجة كميات إضافية من الغاز سيتم إنتاجها من مشروع الغاز الجديد في حقل الشمال ومن المقرر أن يتيح هذا الاتفاق لقطر للبترول خيار زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال بأقل تكلفة استثمارية.
وذلك من خلال الاستفادة من البنية التحتية المتطورة وعوامل التكامل المتوافرة حالياً لديها في مدينة راس لفان الصناعية، وهو ما يدعم سعي قطر للبترول لتعزيز المكانة الرائدة التي تحتلها دولة قطر كلاعب رئيس في صناعة الغاز العالمية حيث تحتل قطر اليوم المركز الأول في العالم في إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال (LNG)، والمركز الأول في إنتاج وتصدير الغاز المحول إلى منتجات بترولية سائلة (GTL)، والمركز الأول في إنتاج وتصدير غاز الهيليوم.. ومن هذا الموقع فإن قطر للبترول تتطلع إلى الاستمرار بالريادة في مجال الغاز بخطتها التوسعية داخل وخارج قطر .
في تقرير بلومبيرغ بيزنس نيوز العالمية (28). المتخصصة لتقديم التقارير بالأخبار المالية ، و التي يقع مقرها في نيويورك في الولايات المتحدة. أكدت على ارتفاع واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال القطري إلى مستويات قياسية منذ أربع سنوات لتبلغ الزيادة نحو 17 % في ديسمبر الماضي.
وتأتي الزيادة وفق ذات المصدر لتعويض الانخفاض فى امدادات آسيا الوسطى وكذلك في اطار حملة الرئيس شي جين بينغ لمحاربة الضباب الدخاني عن طريق تحويل مستخدمي الفحم الصناعى والسكنى فى شمال الصين الى غاز اكثر نظافة. وأسفرت عملية الدفع عن نقص في التدفئة خلال فصل الشتاء في بعض أنحاء البلد، حيث لم تكتمل الهياكل الأساسية اللازمة للانتقال في الوقت المحدد.
هذه الزيادة في واردات الغاز القطري ترفع النسبة التي تزود بها دولة قطر الصين إلى أكثر من 35% - 40%.
وهكذا كما هو واقع ، وقصدنا الإعتماد إلى حد كبير على لغة الأرقام ومن مصادر مختلفة إلى إبراز أن خريطة توزيع إمدادات الطاقة تغيّرت على الصعيد العالمي خلال العقد الأخير، بالتوازي مع تغيّر كبير في أنماط الاستهلاك للعديد من الاقتصادات الناشئة. ونعتقد أن مبادرة الحزام وطريق الحرير الجديد ، قد أسهمت في ذلك بشكل حاسم ، وحركت الركود ، ليس في ميدان إمدادات الطاقة فحسب ، بل وفي كل الميادين المتعلقة بحياة الناس وتطورهم ، ليس على طريق الحرير وحده ، بل وعبر العالم ، وحركت معدّلات استهلاك الطاقة المتجدّدة، وتزايدها واستمرار الأبحاث والاستثمارات في مجالات البحث عن طرق جديدة، بهدف التحرّر من التبعيّة الاقتصاديّة، مما يسمح بزيادة مستوى الاستقلاليّة السياسيّة للدول والكيانات. وفي هذا الإطار، تطوّرت مصادر الطاقة، كما تغيّرت النظرة الاستهلاكيّة في الوعي الاجتماعي والسياسي، التي كانت تركّز على المدى القريب، لتشمل التخطيط للمستقبل البعيد. إلّا أنّ هذا التطوّر لم يكن حكرًا على النفط، بل تعدّاه إلى استعمالات الطاقة المتجدّدة، الوقود الأخضر والاستعمالات الأمثل. وتعلّق آمال كبيرة على إيجاد مصادر طاقةٍ جديدة، وعلى زيادة إنتاجيّة المصادر المتجدّدة من الطاقة، من خلال إيجاد تقنيّات جديدة تسمح باستثمارها بشكل أكثر فعاليّة وتخفّف من الاعتماد على المصادر التقليديّة. كما يتوقّع أن يستمرّ الوقود الأحفوري في طليعة مصادر الطاقة، نظرًا لتزايد الطلب العالمي، وعدم كفاية مصادر الطاقة الأخرى. ويحتلّ هذا الوقود مركزه، نظرًا لنضوج التكنولوجيا والمعرفة اللازمتين لاستخراجه، ولانتشارهما في جميع أنحاء الأرض. غير أنّ المصادر التي كانت تقتصر على النفط السائل، أصبحت أكثر تنوّعًا بسبب اكتشاف احتياطات جديدة من الغاز الطبيعي والنفط الصخري، ممّا سيعيد رسم خريطة الاحتياطات العالميّة من خلال إعادة احتساب المعادلات التي أرست التوازنات المعتادة منذ منتصف القرن الماضي. كما أن هنالك حيثية هامة فيما يتعلق بإمدادات الطاقة على طريق الحرير ، وهي أن معظم إمدادات الطاقة العالمية وإحتياطياتها ، تمتلكها دول موقعة على مبادرة الحزام وطريق الحرير ، وفي مقدمتها الصين و قطر والسعودية وروسيا وماليزيا وانغولا ونيجيريا وغيرها من الدول المرتبطة بالمبادرة ، ذلك يجعل التعاون أكثر سهولة ويرتبط بالمصلحة المشتركة بين هذه الدول في إنجاح المبادرة ، عى قاعدة (كاسب _كاسب) ، أي المكاسب المشتركة والمصلحة المشتركة والتقدم للجميع.
المراجع:
إسطفان الشدياق مصادر الطاقة المستقبلية وأثرها على الواقع الجيوسياسي مجلة الدفاع الوطني،العدد 97، بيروت ، لبنان،2016.
طريق الحرير.. الصين منطلقاً ،: آسيا, دراسات وأبحاث، المركز الوطني لأبحاث واستطلاع الرأي ، دمشق، سوريا، 2014.
http://www.alyaum.com/News/art/144498.htm
http://www.alittihad.ae/details.php?id=23261&y=2010&article=full
https://www.lebarmy.gov.Ib/ar/content
https://www.mwso3h.net/593785
http://www.almrsal.com/post/379514
1 آفاق الطاقة في الأجل القصير، إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ، التقرير الشهري ،نيويورك ، فبراير 2018. (الرابط https://www.ara.reuters.com/article/businessNews/idARAKBN1FQ2OL)
https://www.arabic.rt.com/business/872294
https://www.argaam.com/ar/article/articledetail/id/47948
https://www.ara.reuters.com/article/businesses/idARAKCN1G80N3
https://www.hapijournal.com/2018/02/19/
https://www.arabic.rt.com/business/901044
https://www.annahar.com/article/235764
https://www.aljazeera.net/news/ebusiness/2015/5/11/
https://www.alarabiya.net/ar/aswaq/oil-and-gas/2017/01/05
https://www.aawsat.com/home/article/823751
https://www.bbc.com/arabic/business-42708725
تقرير صادر من الاتحاد الدولي للغاز2017 (IGU) .
International Gas Union, & HIS Market annual report , 2017.
https://www.medium.com/thenewkhalij
https://www.argaam.com/ar/article/articledetail/id/484241
https://www.sasapost.com/qatar-increased-lng-production
https://www.ara.reuters.com/article/businessNews/idARAKBN1ES0H
https://www.pda.kabar.kg/ar/news/ businessclass.today 17547
د. أنور يوسف عطاالمنان
بكالوريوس إقتصاد وتنمية ريفية جامعة الجزيرة
ماجستير التخطيط الريفي والحضري جامعة ساكسيون بهولندا / جامعة قرينتش ببريطانيا
دكتوراة علم إجتماع / علم إجتماع التنمية /جامعة النيلين بالخرطوم
أستاذ مشارك / كلية الدراسات الدولية / جامعة يانجو / جمهورية الصين الشعبية
أستاذ كلية العلوم الإدارية والإقتصادية جامعة البطانة / رفاعة
نشر العديد من المقالات الإكاديمية المحكمة في عديد من المجلات الأكاديمية الأجنبية والمحلية
له مقالات منشورة بالصحف ومواقع التواصل الإجتماعي
Anwar_yousif@yahoo.com
شارك هذا الموضوع: