اتفاق جوبا والنادي السياسي القديم

عماد العمدة - 02-09-2020

ظلوا يصورون الوضع الراهن في السودان كواقع يجب التعامل معه كما هو عليه. لكن الحقيقة هي أن الوضع الذي يصورونه لنا كواقع إنما هو ناتج عن عدم رغبة في التغيير الذي يتطلع إليه الشعب المغلوب على امره. الكل بلا استثناء منخرط في العمل على (مبدأ) حماية المصلحة الذاتية والحزبية اولا، ثم النظر في قضايا الوطن الكبير.

فيما يخص ملف السلام، فإنه من الواضح أن بعض القوى السياسية التقليدية المؤثرة لا تريد تحقيق السلام -على الأقل في الوقت الراهن- بالرغم من أنه يبدو على الطرف الآخر أن بعض حركات الكفاح المسلح (الثورية) ترغب فعلياً في تحقيق سلام عادل مع طرف يتخذ من عملية السلام تكتيكا لمخططات غير معلنة.

لقد دعمنا مفاوضات السلام لأهمية السلام و إيماناً منا بفعالية الكفاح المدني ومحاولة لاستيفاء تطلعات الشعب السوداني فهو صانع الثورة الذي غيب من المشاركة في صناعة السلام رغم أن السلام شكل دافعاً رئيسياً وراء عزيمته لإسقاط النظام.

نحن الجند المجهول - حملنا آمال وتطلعات رفاقنا صناع الثورة في مناطق السودان المختلفة وهم غير ملمين بتعقيدات العملية التفاوضية وما يدور خلف الكواليس. و قد كان من الواجب مشاركتهم بالتفاصيل لأنهم أكثر حرصا على السلام من أصحاب الأجندة السياسية. كنا قريبين من مسار التفاوض ونقلنا للمتفاوضين الرأي الآخر وشاركنا في ورش عمل وقدمنا مقترحات مكتوبة وشكلنا نقاط تواصل وتنسيق بينهم وبين جهات داعمة للسلام وتحدثنا مع وفود التفاوض من الجانبين ووجهنا لهم أسئلة صادقة وصعبة وكنا على يقين أنهم ليسوا على استعداد للإجابة او أبداء رأي صادق. و بالرغم من هذا فإن السؤال الأهم الذي يخيم على عقول عامة الشعب هو: هل إتفاق جوبا سيحقق السلام؟

سأحتفظ بإجابتي الشخصية على هذا السؤال ولكنني أرى أنه طالما تم إقصاء الثوار من العملية التفاوضية مع العسكر، وتشكيل حكومة الثورة، و تعيين الولاة، وأخيراً مفاوضات جوبا - حان الوقت لتشكيل هيئة/جسم من شباب وشابات الثورة لمراقبة المرحلة الجديدة بعد اتفاق جوبا، هذا إذا كان هنالك فعلا رغبة حقيقية في الوصول إلى سودان الحرية والسلام والعدالة…قطعا لا يوجد حل سوى هيئة/جسم مستقل بقيادة الثوار لضمان تحول إيجابي نحو سودان المستقبل.

الله المستعان