في ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة …. الدفاع الشعبي سؤال قائم ؟
التواريخ العظيمة تكتبها نضالات الشعوب نحو الحرية و الكرامة ، وهاهي ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة تعزز مسارها في صفحات التاريخ الإنساني ،ديسمبر ٢٠١٨عمق علاقته مع الشارع المنحاز للتغيير و كذلك مناصري الديمقراطية و رفاهية الإنسان والشعوب من كل شعوب العالم ، دلالات عديدة فإلى جانب أنه شهد بسالة منقطعة النظير في مسار الثورة السودانية فهو أيضاً حاضر أخضر في دفاتر التحرر حيث كان الموعد هو إعلان إستقلال السودان من داخل البرلمان بالأضافة إلي حدثين آخرين هما إعلان الإدارة الأمريكية رفع إسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب و إجازة قانون الحصانة السيادية فحق له أن يصير ديسمبر وعد الحرية والإرادة و الإنعتاق من بعض الورثة السالبة للحقبة السياسية الماضية ..
الجهد الكبير الذي قاد إلى خروج إسم السودان من تلك القائمة سيئة السمعة جاء عن طريق التفاوض السياسي الذي تمكن رغم المطبات من تجاوز المحن والوصول إلى نهايات أعادت الحال إلى تعافي سيادي للدولة في محيط الأسرة الدولية فالإرهاب لا يتسق والوجدان السليم و السمعة الحسنة المرتبطة بالحرص على صيانة الأمن والسلم كقيم مرتبطة بحق الإنسان في الحياة و العيش الآمن ، نجاح الأمر يجدر أن لا يجعل الإنتظار لنهج الإصلاح الداخلي المرتبط بالبنية والمؤسسات التي إرتبطت بالتأسيس لذلك أن تتأخر لأنها تشكل الضمانة من فصل العلاقة بين الدولة والأفعال والمؤسسات الإرهابية و يعزز من التسوية مع الضحايا في صيغة رد الإعتبار و ربما قد يشكل الأمر نقطة إيجابية تسند أية جهود لاحقة للدولة في ظل ما قد يطرا .
في ذكرى ثورة ديسمبر ٢٠١٨ أود أن أشير إلى الدفاع الشعبي التي لا تزال موجودة بحكم الواقع حيث لم يتم حلها بل تم وضعها إلى جانب الشرطة الشعبية و الخدمة الوطنية تحت إشراف القادة العسكريين للمؤسسات العسكرية في ١٧ إبريل ٢٠١٩ و لاحقاً في ٢ يونيو ٢٠٢٠ تم تغيير إسم قوات الدفاع الشعبي إلى اسم قوات الإحتياط تحت إشراف القوات المسلحة السودانية ، بالنظر إلى القرارات نجد أن الإنتباه إلى مسار تعزيز التحول السياسي يتطلب قرارات تعزز من بقاء السودان بعيداً عن ما يقدح في علاقته و حالة السلم و أي مؤشرات سالبة ، وضع الدفاع الشعبي قد يمثل قنبلة موقوته ، لكونها مؤسسة ايدلوجية و ليست مجرد قوات بحكم نشأتها التاريخية التي إرتبطت بدعم بعض الأجسام مثل منظمة نداء الجهاد و تجربتها المرتبطة بالقتال الديني و التبعية الحزبية ، بالمقابل تاريخ القوات المسلحة السودانية نظرياً إرتبطت بالمهنية والكفاءة .
أخيراً : في ظل الإحتفال بهذه الأحداث العظيمة سيكون ما يزين عنق ديسمبر المجيد صدور قرار بحل الدفاع الشعبي و إتخاذ قرارات فنية تصب في تفكيك بنية الجهادية .
شارك هذا الموضوع: