إستغرقني التفكير في البحث عن بعض الاجابات الملحة قبل أن أمضي في كتابة هذا المقال ، قرر المضي فيه لتلسيط الضوء علي بعض مناحات الثورة المضادة التي جاءت في سياقات مشابهة لممارسات ما عرف في قاموس اللغة ب " حال تور الخزف " .
في اليوم الخامس عشر من مارس 2015 وعلى علي منصة تويتر دفع احد الاسلاميين من تيار من يصنفون انفسهم في خانة المثقفين بالخيط التالي : " ابتلينا بفيروس كورونا و د. أكرم " ، فوجدت نفسي ادفع برد "ابتلينا بكم فأكرمنا بأكرم " ، حرصت علي إقصاء متعمد للفظة " فيروس كورونا " من السياق حتى لا اسقط في ذات الوحل ، الكتابة المقفية تمتاز بالرشاقة عطفا علي التزامها " علو الكعب " الذي هو صنعة لها روادها ممن يعرفون كيف يجعلونها تقف علي " ميس " المرح أو السخرية اللآذعة وفي كل امتلاك ناصية الدسامة .
حيوية الكتابة المقفاة أنها تأتي في سياق السهل الممتنع الأمر الذي يحول بينها و السماجة و خانة سوء الطالع ، درج الحال علي أن يعقب الغلظة في التعبير استدراك إن لم يكن اعتذار و لا سيما أن لامس الأمر قاموس الازمات لان مسرح الرقص يستند علي لغة التضامن الانساني.
الاشارة الى وزير الصحة الدكتور اكرم علي التوم في سياق التعليق بالبلاء مجتمعا مع فيروس كورونا يمكننا بكل يسر الركون إلى أنه جاء علي نسق ان ما يجري الآن في العالم تم تصنيفه علي أساس الوباء وفق لمنظمة الصحة العالمية، بمعنى أنه من الراجح ان يمتد الى نطاق واسع جدا علي مستوي الكرة الأرضية ، الأمر الذي جعل الضمير الانساني يركز جهوده صوب الوصول إلى حلول أواتقاء المرض في أسوأ الحالات ، فحينما يخرج الينا أحد إسلامييى النظام البائد بمثل ذاك الخيط فهو يعبر عن جانب مظلم جدا سواء قصد الأمر أم لم يقصد ، لأنه في المحن الانسانية تكون مشاهد الحياة مرتبطة بالمصير المشترك للحياة الانسانية ويترجم ذلك بلغة الامل و الرجاء المستنده علي قاموس حسن التعبير، تشهد فترة ال30 عاماً المنصرمة بانكم البلاء المستمر سواء في السلطة او خارجها، يبصم علي ذلك إستناد خيطك علي فلسفة الاسلام السياسي االذي يمثل امتداد لما ارهق مسامعنا بالفجاجة بان "الفيروس ابتلاء حل بغير المسلميين" في اوان الاعلان عن حالات الإصابات الاولي بجمهورية الصين .
اشرت في بداية المقال عن أحد دوافع الكتابة وها أنا أدفع بالثاني وليس الاخير انها تأتي كواجب في سياق الدفاع عن الثورة ومكتسباتها و عرض حال القوة المضادة للتغيير التي بلغت من التحور مبلغا جعلها تكتب بقلم غير مبري و ذائقة فارقتها القيافة و الحصافة .
اخيراً : اكرمتنا الثورة باكرم و رفاقه ،اللهم اكرمنا بالحكمة و حسن الصبر و رفع "البلاهة" ما ظهر منها وما بطن .
شارك هذا الموضوع: