ابتلعت السياسية الثقافة والفكر فى السودان لذلك كان لابد ان تقوم لنا سياسة بلا رأس ولا قلب، بل مجرد لسان وقدمين. سياسة تتكلم كثيرا وتتجول باستمرار دون أن تجد الوقت للتفكير والتأمل.
سادت سياسة عقلية السوق العربى :امسك لى واقطع ليك، ثم على الطلاق وعلى الحرام ويحردن بنات ……
من يتحدثون عن الهوية والسوداني الأصيل نعترف لهم بأن السودانى شجاع وكريم (كاتال في الخلا وعقبا كريم فى البيت)) السودانى هو الاداك وكتر ما بقول اديت، اب درعا موشح كله بالسوميت…
نعترف للسوداني بأنه كريم وشجاع ولكنه غير ديمقراطي. يقبل بالاشتراكية والمشروع الإسلامي ولكن لا يتغير تجاه المرأة وغير العربي المسلم. لم يؤثر التعليم ولا الاحتكاك بالعالم فى عقلية الافندي السودانى. من المفارقات ان الاحزاب العقائدية كان نقاشها وحوارها فى أعلى المؤسسات الأكاديمية في جامعة الخرطوم يدار بالسيخ والعصى، وتصور انه فى مسرح الجامعة يقوم طلاب جامعيين بفض عرض مسرحي غنائي بالقوة وإطفاء الأنوار وضرب المشاركين وطردهم.
من أين يرجى للبلاد تقدم وهذا هو حال نخبتنا الحاصلة على أعلى درجات العلم. تجدهم يحفظون المعلومات فقط للنجاح فى الامتحان ويرفضون طرق التفكير والمناهج التي أنتجت هذه المعلومات.
تتميز الشخصية السودانية بعجزها عن العمل الجماعى لذلك تكثر الانشقاقات والانقسامات فى اى عمل جماعى، هل يمكن ان نتصور ان الانشقاق يمكن ان يطال جماعة أنصار السنة وحتى فرقة عقد الجلاد.
الشخصية السودانية تبحث دائما عن العيوب واللوم والعتاب والإدانة وليس عن الأعذار. لذلك نستخدم كثيرا كلمات مثل الحقارة والكرامة. ويصعب على السودانى الاعتذار والاعتراف بالخطأ، ولنا فى ذلك دلالة (الاضينة دقو واتعزر ليهو) كما ان السودانى غير ميال لذكر محاسن الآخر اذ يقول: ان شاء الله يوم شكرك مايجي) فالشكر لا يكون إلا بعد موت الشخص.
أيقظت خلافات تجمع المهنيين هذه الخواطر فى داخلي ورحت اتسائل مع شوقى:
ولكننى نسيت ان فئة الافندية أو البرجوازية الصغيرة لا تعيش دون أن تتنفس الخلاف والشقاق بسبب أن الأنا فوق الوطن وفوق كل شىء. وهى الآن تعصف بالفترة الانتقالية وتحاصر رئيس الحكومة بقصد أن تشله وتحرمه من الحراك الديمقراطي بين الجماهير والنخب الاخرى المختلفة معها. هناك إفشال ممنهج ومنظم للفترة الانتقالية يقوم به الاخوة الاعداء من الافندية.
شارك هذا الموضوع: