لا يختلف إثنان في أن الوضع السياسي في أزمة متصاعدة والقوى التي تصدرت واجهة الأحداث لحظة سقوط النظام البائد وقادت الشارع بإعتبارها الممثل لقوى الثورة تفرقت أيدي سبا ولا تكاد تنفك من غيبوبتها السياسية ، الوضع السياسي الآن دقيق ومعقد ويثير الغثيان ولا يبين منه إلا الطريق إلى الفوضى وسوء المنقلب وشماتة الكيزان ، فجميع المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية حمراء ومتهاوية ومتهالكة وقد دقت جميع نواقيس الخطرِ ولا مجيب، لايزال الفلول و الطفيليون والعملاء والمخابرات الدولية من الخارج و الداخل يتاجرون بالأزمات ويتعايشون من الفساد ويستغلون الضعف البائن في المكون المدني لتعميق الأزمة الإقتصادية والإجتماعية والسياسية وونسف الإستقرار والأمن الوطني ويحرضون الجيش للاستيلاء على السلطة بانقلاب دموي صريح بعد أن فشلت كل الإنقلابات البيضاء في إعادة دولتهم التي ذهبت إلى مذبلة التاريخ بإرادة الشعب ولن تعود أبداً.
الواضح أن هناك إنقسام سياسي عميق أبرزته محاصصات تشكيل الحكومة والواضح أكثر أن القوى السياسية لا مبالية بما يكتنف المشهد واختلاف المواقف من زيادة في الإرهاق لوضع البلاد الهش في كل النواحي ، غير واعين لشفا الحفرة العميقة التي يكادوا يسقطون فيها البلاد وهو حال خطير وخيار إنتحاري إن واصلوا السير في ما يعمهون لأن البلاد والعباد لا يحتملون ويكاد الصبر ينفد والموقف يحتاج إعمال العقل وتفادي تعريض البلاد الإنفجار الاجتماعي الخطير الذي يتراءا في الأفق ، وذلك بالركون إلى هدنة وتوافق سياسي حقيقي ليس فيه أدنى مناورة أو زيف وتقديم مصلحة الوطن على مصلحة الحزب أو الذات يدخل في ذلك كل أطراف الأزمة وذلك من خلال تفعيل برنامج عاجل متفق عليه وبمرجعية ميثاق قوى الحرية والتغيير وشعارات الثورة، من أجل تجنيب البلاد الانهيار الاقتصادي التام وإعلان إفلاسها وفشلها ، وذلك بتأجيل السجالات السياسية والصراعات الحزبية إلى حين الرسو في بر الأمان على مرافئ الدولة المدنية الديمقراطية وذلك بالتركيز على مستحقات الفترة الإنتقالية ومعاش المواطن من خلال :
تنقية البيئة التي تحكم المشهد السياسي من الصراعات والخلافات السياسية والأيديولوجية والمعارك الإنصرافية من غير معترك والتركيز على ما يقوي الوحدة الوطنية
عودة قوى الحرية والتغيير كقوى فاعلة وحاضنة لحكومة الفترة الإنتقالية وتصحيح كل الأخطاء التي وقعت فيها والركون إلى هدنة سياسية بين مكوناتها والعمل وفق برنامج محدد قوامه إعلان الحرية والتغيير وشعارات الثورة وتصفير عداد الخلافات بينها .
تقدم قوى الحرية والتغيير نقد ذاتي لجماهير الشعب السوداني الذي ضحي بفلذات كبده شهداء ومصابين ومفقودين وصبر على الجوع والفقر والمرض ومعاهدته على العبور إلى ما يستحقه من الحرية والسلام والعدالة .
عودة الأحزاب والأجسام التي إنسحبت أو جمدت عضويتها في قوى الحرية والتغيير كحزب الأمة والحزب الشيوعي السوداني وتجمع المهنيين ولجان المقاومة وغيرهم لعضوية الحرية والتغيير، وتشكيل ﺣﺰﺍﻡ ﺳﻴﺎﺳﻲ وإجتماعي لدعم الحكومة وإسنادها ، ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻟﻬﺎ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﺤﻈﻮﻅ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺔ التي تواجهها.
anwar_yousif@yahoo.com
شارك هذا الموضوع: