لا أود مناقشة فقرات الخطاب بقدر التركيز على المحتوي السياسي وعلاقته بما روج له الخطاب من رغبة لإحداث اختراق سياسي وفقا لحرفية بنوده مقترح:
أولا: فى تقديري أن الخطاب جاء فى سياق سياسي يمثل خطوة فى السباق بين البرهان وحميدتى، فامس الاول غاب البرهان عن احتفال تخريج الدفعة الأولى من قوة حماية المدنيين بالفاشر من قوي سلام السودان 2020 ( إتفاق جوبا) رغم الإعلان المسبق عن حضوره، بالمقابل حضر حميدتى إلى جانب قادة أتفاق جوبا بالسيادي و حاكم الإقليم مني مناوي، هذا إلى غياب آخر للمدنيين من أعضاء المجلس السيادي الذين تم ضمهم بعد إنقلاب 25 اكتوبر 2021، لابد من الإشارة إلى ان قوة حماية المدنيين تجد اهتماما من بعثة دعم الفترة الانتقالية.
ثانيا: من حيث التوقيت جاء الخطاب عقب لقاء السيد/ فولكر بيترس رئيس البعثة الأممية بحميدتى بمدينة الجنينة فى الثاني من يوليو 2022،حيث ترجح بعض المصادر تلبية السيد/ فولكر للزيارة بدعوة من حميدتى بغرض اطلاعه على جهود المصالحات التى قام بها لإنهاء التراجع الأمني فى غرب دارفور التى ظلت مستمرة خلال الفترة الإنتقالية، وهذه الفقرة تجد ترابطها مع الفقرة الاولى فى كونها تسعي للترويج لتنفيذ إتفاق جوبا و علاقة ذلك بأهميتها لدي المجتمع الدولي .
ثالثا: جاء الخطاب خاليا من أية أشاره للمحاسبة، فى ظل اتساع العنف الموجه والمفرط، ولا سيما أن إحصائيات لجنة الاطباء أشارت لتجاوز عدد المصابين فى مليونيه 30 يونيو2022 ما شهده الواقع خلال فتراته السابقة، فضلا عن والمحاسبة ظل مطلب جوهري للشارع و للقوي السياسية التى رفضت الإنخراط فى التفاوض بين المكون العسكري وقوي الحرية والتغيير.
رابعا : جاء الخطاب يحمل صيغة انحازت إلى كونه القائد الاعلي للقوات المسلحة وليس رئيس المجلس السيادي حيث خلى من أية اشارة لنائبه قائد الدعم السريع، و لقوي إتفاق جوبا أو ،بما يعزز أنه خطاب يمثل طرفا واحدا بعيدا عن التعبير عن الشمول لسلطة إنقلاب 25 أكتوبر 2021.
خامسا: لم يحمل الخطاب اية اشارات للقضايا الرئيسية المرتبطة بأسباب إنقلاب 25 اكتوبر2021 مثل الوضع الاقتصادي المرتبط بالقوات المسلحة او الدعم السريع و علاقتها بولاية وزارة المالية على الاقتصاد، أضافة إلى الجيش الوطني، و غيرها، فهي القضايا التى تمثل رؤية للمخرج الذى يقود إليه الخطاب..
سادسا: غاب عن الخطاب مسالة مهمة مرتبطة بسياق منهجية تجسير الثقة و هى الجزئية التى تشكل او تعكس الجزء العملي المعزز لجدية الطرح على سبيل المثال قرار بإعادة لجنة التمكين، او التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية بشكل زمنى محدد.
أخيرا: فى تقديري ان الخطاب مثل النص الموازي لما يقوم به حميدتى فى غرب دارفور و كلاهما يحاول أن يثبت للمجتمع الدولى بانه جاد فى مسالة الإستقرار السياسي،أو بتعبير أخر، الخطاب مثل رد البرهان على زيارة فولكر ولقاءه بحميدتى فى الجنينة .
شارك هذا الموضوع: