في تقديري أن التصريحات والمواقف و جملة المشهد الذي إرتبط بموضوع إدارة المناهج التعليمية فيما أثارته لوحة خلق آدم للفنان. مايكل أنجلو الذي ولد في إيطاليا في ( 1475 ) تمثل ظاهرة صحية في سياق الفترة الإنتقالية ، و أن ثمة دروس يجدر الإستفادة من صعود القضية إلى الفضاء العام عبر وسائل الإعلام ، فهي مثلت حالة جدل ، و سلطت الضوء على مناهج التفكير ، و أنها كشفت عن إستمرار حركة التغيير في التقدم نحو أهدافها ، من جانب آخر نبهت إلى غياب الأدوات المرتبطة بتقييم حركته و هو أمر جدير بالإنتباه .
(2)
الحالة أثارت أسئلة موضوعية حول ماهية التعليم المستهدف من تغيير المناهج ؟ الإجابة في تقديري تعليم مدني ، ديمقراطي ، مواكب وخلاق ، وهذا يفسر سبب إعتراضات مجمع الفقه الذي يؤسس مواقفه على رؤى دينية ، و لعل هذا محفز لتصحيح المواقف التي قادت إلى منح فرص غير مستحقة لمؤسسة دينية لتبدي رأي غير ذوي الخبرة و الإختصاص والمعرفة .
(3)
مايكل أنجلو أو " عصر النهضة " ورحي الإسلام السياسي جاء إختياره كعنوان للمقال لأن الحالة دفعت إلى ذيوع صيتهما مرة أخرى سودانياً نتيجة لكونهما محوراً للحدث ، بل أن نسبة واسعة من السودانيات والسودانيين و ليس طلاب الصف السادس بمرحلة الأساس وحدهم صاروا على معرفة بهما بشكل نسبي ساهم في ذلك المواقف وردود الأفعال لمختلف الأطراف ، فتحول الأمر إلى حالة ثقافية ، و ربما للإستفادة من هذا الزخم و إدارة للأزمة بشكل إيجابي و بعد أن تحقق الهدف من إدراج اللوحة في المقرر أن يتم سحبها و الدفع بلوحة أخرى على سبيل المثال لوحة الموناليزا. ليوناردوا دا فنشي الذي ولد في ( 1452 ) بإيطاليا فكلا العملين الفنيين المميزين إنتميا إلى عصر النهضة ، فقد نجح الجميع في إمتحان مادة التاريخ للصف السادس ، السؤال المرتبط بلوحة خلق آدم ، بل أن أعضاء مجمع الفقه إطلعوا على اللوحة وفنانها فالحصة تاريخ إنساني .
(4)
إدارة الحالة من قبل الجهاز التنفيذي كشفت كما أشرت في الفقرة الأولى غياب أدوات التقييم و جهد تقييم المخاطر المرتبط بالمشاريع الحيوية والمستقبلية ، وهي مرتبطة بغياب الخطة العامة المعلنة والتي تتكون من جملة خطط الجهاز التنفيذي في صورتها الشاملة التي تشكل خطة رئيس الوزراء أو بتعبير آخر خطة الفترة الإنتقالية وجداول تنفيذها ، ذلك ينعكس على تحديد الإختصاصات فواصل المسئوليات وطرق الإتصال و يؤطر للغة المخاطبة و التواصل المتسقة مع مهنية الوظائف بين الأجهزة المختلفة وفقاً للبرتوكول الرسمي و إحترام التفويض الوظيفي و الإحترافية في التنفيذ .
(5)
طريقة إدارة الأحداث من حيث القرارات و التصريحات من مختلف الأطراف ، جعلت من الأمور الفنية و الإدارية المرتبطة بسلطات الجهاز التنفيذي تقود إلى السؤال عن طبيعة الحدث هل هي معركة سياسية بين قوى التغيير و أنصار النظام السابق أم إختلاف حول أمر ذو طبيعة فنية يخص مستقبل بعض الأجيال القادمة ؟ فلكل أدواته !
( 6)
ممارسة المهام وفقاً للتفويض الوظيفي يتطلب صيغ للإتصال والتواصل بما يؤمن إنجاز المهام بطرق إحترافية تجعل من صيغة المشاركة إحدى سماتها المكملة للجهد الجماعي لضمان إستمرار الحيوية و الإبداع ، حيث يكون للدور الإستشاري إضافته ، و للمراجعة والتقيم ما تقوم به من إسناد وإصلاح للخطأ و الإستفادة من التجربة وضمان عدم تكراره و من جانب آخر تتكفل اللوائح بالمحاسبة في إطارها المهني .
(7)
راهن الفترة الإنتقالية فرصة لإعادة التفكير و التذكير في ماهية العلاقة بين السلطة والشعب في إطار نظرية العقد الإجتماعي لأن الواقع يمثل شراكة مدنية عسكرية بينها وحولها العديد من التحديات ، وهذا يعيد التذكير بأن إجازة قوانين حرية التعبير ضرورة ملحة حتى تساهم في تنظيم وترسيم المشهد و يحافظ على المكاسب التي ظلت تتعرض للحملات الممنهجة عبر إستغلال غياب إصلاح التشريعات المنظمة للحريات ، وهو ما أصبح يكلف موارد مادية و وزمن في ملاحقتها جدير بتوظيفه بما يدفع قدماً .
شارك هذا الموضوع: