حسنا أن قام والي شمال دارفور الأستاذ محمد حسن عربي في الإسبوع المنصرم بزيارة لمقر رئاسة بعثة قوات حفظ السلام المشتركة بين الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي (اليوناميد ) بمدينة الفاشر و الوقوف عليه .
خطة إنسحاب ( اليوناميد ) تمضي إلى نهاياتها ، الأمر الذي يجعل التفكير في إستغلال المقار التي شيدت في مساحات واسعة و جهزت بمعدات حديثة أمر يجدر التخطيط للتعامل معه بشكل ممنهج و رؤى إستراتيجية يجعلها إضافة للإستقرار الخدمي ، كما إنه من الضروري الإنتباه و تفادي التجارب السالبة التي حدثت في ولايتي جنوب وغرب دارفور و التي قادت إلى عمليات سلب واسعة للمقار التي إنسحبت منها البعثة في كل من مدن نيالا و الجنينة في فترة إشراف الولاة العسكريين المكلفين فما كان ليحدث ذلك لولا تراخي السلطات الولائية .
يعتبر المقر الرئيسي ( لليوناميد ) بالفاشر بولاية شمال دارفور الأكبر من بين جميع المقار فقد تم تشيده في مساحة فاقت ال ٢٠ كيلو متر مربع ، و تصميمه و تجهيزه بطريقة حديثة و متكاملة ، بما شمل المكاتب والقاعات و أقسام للإتصالات و الخدمة الطبية ، الطيران ، الهندسية و المراسم و الإسكان و غيرها الإستغلال الأمثل قد يساعد في تقليل الإنفاق الحكومي و توفير بيئة تنعكس في رفع الأداء و ترقية الخدمات في حال إستند التنفيذ على خطة علمية و تنفيذ منظم ، بالضرورة قد تكون لحكومة الولاية خطة لذلك لكن أود الإشارة إلى مقترح بإستغلاله كمركز موحد لحكومة الولاية ، ذلك يمكن من الإستفادة من مقار الوزارات الحكومية عبر علاقة تعاقدية أو غيرها على سبيل المثال كمقار ولائية للمفوضيات التي يفترض أن يتم تشكيلها وفقاً للوثيقة الدستورية ، إستغلال المقر كمركز للحكومة الولائية بما يشمل وزارتي المالية والصحة والمحلية ينتج عنه مساحات واسعة تساعد في فك الإختناق عن مركز المدينة عبر إعادة التخطيط أو خطة تجميل المدينة ( الفاشر ) التي إزدحم مركزها بالمباني التي طمست طبيعتها الجمالية المرتبطة بكونها مدينة تحيط بها تلال وتتوسطها بحيرة ، هذا المقترح يتيح فرصة لإعادة ترسيم حوض البحيرة و تأهيل و توسيع المساحات الخضراء بما في ذلك حدائق مروج المدينة، فضلاً عن تعبيد للطرق وتخطيط لمواقف المواصلات بشكل حديث وعملي يستوعب الكثافة السكانية و يساهم في سهولة الحركة و إنسيابها من و إلى مركز المدينة الذي ظل يضيق يوماً بعد يوم ، و هذا لا يتأتى الإ بالإستعانة ببيت خبرة محلياً أو دولياً لوضع تصور و تنفيذ بشكل محترف و شفاف .
من ناحية أخرى مساحة المقر تسمح أيضاً بأن تستغل أجزاء منه لأغراض أخرى فعلى سبيل المثال البنية المؤهلة تمكن الأبحاث الزراعية من إستغلالها كمعامل ، و كذلك الحال جامعة الفاشر وهنا لابد من الإشارة إلى أن موقع الجامعة الحالي تم تشييده بعد أن كان أرض جرداء من قبل منظمات الإغاثة الإنسانية في العام 1984 ثم تركته بعد خروجها من السودان مؤهلاً ببنية نسبية تمثلت في القاعة الرئيسية آنذاك و المعامل بالإضافة إلى مكاتب و سكن الأساتذة بعد خروجها من السودان ليتم إستغلاله كمقر لجامعة الفاتح من سبتمبر الذي كانت سترعاه الحكومة الليبية آنذاك لولا تدخل الخرطوم و تحويلها لاحقا إلى جامعة الفاشر .
أخيراً : التفكير الإستراتيجي الخلاق يمكن من توظيف المتاح من الموارد في إحداث نقلات تتسق و طموح ثورة التغيير و تساعد في إعادة التأسيس لتحول مدني شامل بما يشمل إعادة سبل الحياة المدنية لمدن نامت و إحدى أعينها مفتوحة من هول ما رأت في فترة حكم الإسلاميين السودانيين .
شارك هذا الموضوع: