استمرار توزيع الادوار لن ينقذ التسوية!!

د. أحمد عثمان عمر - 31-05-2022

فديتك يا مديد القامة
يا شعبا سديد الرأي
و قلبي عليك يا حجرا حنين دفاي
اقبل وين افوتك و في حماك حماي
شهيد الكلاكلة الذي ارتقى في حراك جماهيرها في الثامن و العشرين من مايو ٢٠٢٢م، يؤكد مجددا ان ماذكره فولكر امام مجلس الأمن من انخفاض العنف، لا يعدو حالة كونه تمني في احسن الاحوال، و تضليلا في اسوأها، و الاخيرة اقرب للواقع. فالواضح هو ان المجتمع الدولي و آليته الثلاثية، مستميتان في محاولة فرض تسوية تعيد بعث شراكة الدم، و تعويم الانقلاب و السماح لمجرمي عصابة اللجنة الامنية بالافلات من العقاب. و المراقب لمجرى الاحداث، يرى بوضوح ان فولكر لم يطالب أمام مجلس الامن بمحاسبة من تسببوا في الانسداد السياسي بانقلابهم العسكري، بل اعتبرهم شركاء في حوار عسكري مدني، و طلب منهم فقط تهيئة الجو للحوار برفع حالة الطوارئ و اطلاق سراح المعتقلين السياسيين. و في تنفيذ مباشر للمشروع المشترك، استجابت العصابة الحاكمة للامرين يوم أمس. فبعد اجتماع مسرحي لمجلس الامن و الدفاع الذي رفع توصية بالأمر، قام زعيم العصابة برفع حالة الطوارئ التي ماتت و شبعت موتا تحت اقدام المناضلين و حراكهم، مع الأمر باطلاق سراح المعتقلين السياسيين الذي واصل النظام انكار وجودهم أصلاً في الفترة السابقة. و اكب ذلك عنف غير مسبوق و مواجهة بالرصاص الحي لحراك الكلاكلة قبل ذلك بيوم واحد، ادى الى ارتقاء الشهيد السابع و التسعين منذ انقلاب اللجنة الامنية الكاشف في اكتوبر الماضي. و هذا العنف يفصح بوضوح عن طبيعة هذه العصابة الحاكمة و موقفها من الشارع الثائر و من مطالبه و من ثورته، و يؤكد طبيعة التناقض التناحري بين الطرفين، بمستوى يجعل من اي تفاوض بينهما مجرد حوار طرشان. كذلك شهدنا تقديم المناضلين المتهمين عبر التلفيق بقتل الضابط الرفيع في الشرطة للمحاكمة بعد التعذيب، في افصاح آخر عن طبيعة النظام الحاكم.
كامل المشهد يؤكد ان توزيع الادوار بين البعثة الدولية و العصابة و التيار التسووي، يسير بخطى حثيثة في اتجاه تدوير الزوايا لاعادة انتاج الشراكة، التي ادت الى احتواء الثورة، و إنتاج شراكة جديدة قديمة تقوم بدور تصفية الثورة التي فشل الانقلاب في تصفيتها. و الاكيد هو ان التيار التسووي في كامل الاستعداد للعودة الى هذه الشراكة، و أن المجتمع الدولي الذي يدفع باتجاهها يستخدم جميع ادواته في سبيل انجازها بما في ذلك وقف اجراءات التطبيع مع الكيان الاسرائيلي. فالتيار التسووي منخرط تماماً في مشروع فولكر، و يرغب في استغلال حراك الشارع لتحسين موقفه التفاوضي، لا للانتصار للحراك او تحقيق اهداف الثورة.
كل ذلك لن يهزم إرادة الشعب، و لن يزعزع لاءاته الثلاثة، و لن يمنعه ان ينتصر.
و قوموا الى ثورتكم يرحمكم الله!!
٣٠/٥/٢٠٢٢