الاقتصاد السياسي للإدارة ازمة الكورونا

اديسون جوزيف قرنق - 07-05-2020

بعد انتشار جائحة كورونا واعتبار منظمة الصحة كرونا وباء عالميا لجأت اغلب دول العالم الي تكوين لجان للتعامل مع الجائحة باعتبارها كارثة وازمة تشكل خطر علي حياة مواطنيها بالاضافة علي تاثيرات الاخري الاقتصادية والسياسية والديمغرافية .الهدف الاساسي للجنة ادارة الازمة القضاء انتشار الفيروس داخل حدود البلدان عبر الحد من الاصابة او الموت بالسبب بالجانب وضع طرق للوقاية من الاصابة بالفيروس وتقليل اثار سياسيات الاجرءات الاحترازية علي الاقتصاد .

عمل لجان ادراة الازمة التعامل مع الجائحة كرونا صاحبها تحديات كثيرة للانجازها مهامها وضعية تلك التحديات ان اللجان لاتعمل في فراغ وظروف منفصلة عن الواقع في الحقيقة عملها مرتبط بالسياق محدد مشروط بالطبيعة النظام الاقتصادي الذي يشكل بالطريق المباشر او غير المباشر سياسيات التعامل مع ازمة الجائحة . حسن النوايا والرغبة الذاتية ليست كافية للحد من انتشار الفيروس من تكمن الفرضية الاسياسية للمقال ارتباط السياسي المختص باادراة الوباء بالنظام الاقتصادي .استجابة النظام السياسي للوباء بالقدرة علي تقيم الموقف وتحديد حجم الخطر والتكلفة والخسائر ووضع خطط للتفادي الكارثة وتنفيذ برامج المعالجة باسراع مايمكن لدية رابط قوي بالتصور النظام الاقتصادي للصحة بالشكل عام وادراة الوبائيات بالشكل خاص .القصد من المقال البحث عن الظروف الموضوعية المتحكمة في ادراة الوباء .

اصل المسالة

عند تقيم ادارة الدول للازمة الكورنا يذهب كثير من الخبراء الرومناسين تناولالمسالة في جوانبها الادراية مركزية ولا مركزية ادراة الدولة وبيرواقطية دولاب العمل الصحي للمعالجة الجائحة قصورتلك الرؤية انها تنظر الي الازمة في اطار المؤسسي دون التفكير في البئية الاقتصادية والسياسية التي تعمل فيها تلك المؤسسات وتاثير سياسسات الاقتصاد المهيمن علي اداء وفعالية تللك المؤسسات فالانشطة الادراية من تخطيط ومتابعة وتنفيذ والتنسيق تتطلب موراد وامكانيات لتصبح اكثر فعالية تجاة انجاز المهام المرجوة وبالطبعا تلك المعينات تحتاج الي ميزانية ونظام اقتصادي يلبي كل احتياجاتها سياسيات المتعلقة بالصحة تاثر علي توفر او نقص معينات والكودار الطبية .

نستنج ان الفهم العلمي الادراي ليس كافيا للمعالجة الازمة الجائحة مالم يرتبط بالنظام الاجتماعي والاقتصادي
وضع المفكر الامريكي تشومسكي النقاط فوق الحروف للتشخيص الازمة تم تصميم السياسية لتكون في صالح اقلية صغيرة بالموجب ذلك( تم تسليم عملية صنع القرار بشكل كامل الي عالم الاعمال ,وهو مكرس للقطاع الخاص والربح الخاص وليس اولئك الذين يهتمون بالصالح العام ) حيث رجال الاعمال يتحدثون باللغة بالمعادلات الربح والخسارة وليس مصلحة المجتمعات .

للتاكد من فرضية تاثير النظام الاقتصادي علي ادارةازمة الكرونا للحكومات لابد من التعرض للجانبين مهم في عملية مكافحة الجائحة الاول مختص بالقدرة العلاجية للمصابين والتاني متعلق بالاجراءات الوقاية من الاصابة وهي الطريقتين التي لجات الحكومات للقضاء علي الفيروس .

فعالية منظمومة الرعاية الصحية.

للعقود طويلة عانت الرعاية الصحية من سيطرت النسخة الاكثر توحشا من الليبرالية الجديدة التي جعلت النظام الصحي يتيم تحت رحمة القطاع الخاص الهادف للريح مما افرغت المهن الطبية من الطابع الانساني النبيل انقاذ حياة البشرية الي وظيفية ربحية تسثمر في اعداد المرضي .
المعضلة الاساسية بالمسالة الرعاية الصحية مرتبط بالحجم انفاق الحكومات علي الخدمات الاجتماعية كالطريقة للتوزيع الثروة المراكمة من الموراد الدولة .

للمعرفة كيف اثر ذلك ادارة ازمة انتشار يجب علينا ان ننظر الي تباين والاختلاف في تعامل الحكومات التي تطبق سياسيات الليبرالية الجديدة وصفات صندوق النقد والبنك الدولي وبين الدول صاحب انظمة الاقتصاد المخطط من الدولة بالاشكالها المختلفة راسمالية الدولة نموذج الصين او الاشتراكية كما في مثال كوبا وفيتنام . مدي استجابة الانظمة الاقتصادية للتوفير للاحتاجيات الطبية للمعركة القضاء علي الجائحة من جاهزية الكادر الطبي النوعي والكمي ليكون في قلب المعركة بالاضافة الي تاهيل المرافق العلاجية للاستقبال الحالات بالمعينات اللازمة من اجهزة الفحص واجهزة التنفس الصناعية وغرف عناية مركزة كافية و ادوات وسائل حماية للكادر الطبي الخ .
.
في دول المركز الراسمالي حيث الخدمات الصحية امتياز للاغنياء الذين يتوفر لهم نظام للرعاية الصحية حسب مقدراتهم المالية بامكانهم ان يدافع تكاليف الفحص الطبي للكورونا والاستمتاع بالرعاية الصحي في ارقي المستفشفيات بينما يخطف الموت الفقراء كما في امريكا حيث التفاوت الطبقي الكبير تشير الارقام ضحايا فيروس كرونا الي مدي اسهم عدم المساوة في الرعاية الصحية ساهم في موت الفقراء (في ولاية لويزنا 70% من مصابين كرونا فيروس من السود .وفقا لمركز السيطرة علي الامراض )يرجع تفشي الفيروس وسط السود للعامل الفقر فالسود في الاحياء الفقيرة خارج مظلة الرعاية الصحية ليس بامكانهم دفع تكاليف العلاج او اجراء فحوصات لاكتشاف الفيروس بالجانب توزيع الدواء وتساهم عوامل السكن المكتظة وظروف العمل الغير الانسانية في سهولة انتشار الفيروس وسط مجتمعات السود الفقيرة بالشكل عام بلغ عدد حالات الاصابة بالفيروس في كافة المدن الاميريكية حتي 26ابريل 957875وعدد الوفيات 53922وفقا للمركز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية

انتشار جائحة الكرونا كشف هشاشة انظمة الرعاية الصحية مهما حاولت الدعاية تحريف الحقائق وتحويلها للعنصر المفاجاة وعدم الجاهزية فالتقاير والارقام تكذب تلك الدعاية فهي تكشف عيوب هيكلية في النظام الاقتصادي المعبر عنها في شكل سياسيات صحية لاناخذ مثال الكادر الذي يشكل محور عملية تشغيل وكفاة نظام رعاية الصحية (تقول احصائيات المنظمة الصحة العالمية بخصوص عدد الاطباء في كل بلد 52:2015طبيب ل10000نسمة في النمسا ,39في ايطاليا واسبانيا 32في فرنسا وفي الجانب الاخر:وفي الجانب الاخر 1لكل 10000في رواندا ويواغند .,9في السريلانكا .و10في باكستان …وجدير بالذكر ان المؤاشرات الاخري (عدد الممرضين ,نصيب قطاع الصحة في ميزانية العامة ,توفير الادوية ..)كلها تقدم معطيات مماثلة ) تلك الارقام توضح حجم الخلل في التخطيط للرعاية الصحية في مختلف انحاء العالم .
في الدول الافريقية الوضع كارثي بعد نفذت الدول شروط البنك الدول للحصول علي القروض بالرفع اليد عن عن الخدمات الصحة والتعليم وترك المجال للقطاع الخاص الذي يسطر علية برجوزايات الافريقية الكسيحة التي تستمثر في الانشطة ذات العائد السريع .النتجية المنطقية للتطبيق وصفة البنك الدولي تجفيف المرافق الصحية الحكومية من الدعم بالتالي اصبحت طاردة للكودار الطبية وغياب للمعينات العمل وتركزت الخدمة الصحية في المرافق الخاصة قليلة العدد للتوفير خدمات علاجية للكثافة سكانية اكبر مما خلق ندرة في الخدمة الصحية ذات تكلفة مالية عالية لتصبح الخدمات الصحية امتياز للاغنياء.

ندرة الخدمة الصحية من اثار تطبيق سياسيات خصخصة وسلعنة الرعاية الصحية حيث انتشار الفيروس في الوقت تعاني الدول الافريقية من نقص حاد في الكودار بالبسب هجرة الاطباء الي خارج للبحث عن شروط عمل افضل خارج القارة في السودان علي سبيل المثال بلغ عدد الاطباء المهاجرين في عام 2017 نحو 20 الف طبيب وفقا لجهاز شؤون العاملين بالخارج .النقص ليس فقط محصور في الكودار الطبية بل يشمل ايضا الاجهزة والمعدات العلاجية وفقا لبيانات لجنة الانقاذ الدولية فأن دولة جنوب بالتعداد سكاني 12مليون نسمة لايوجد بها سوي 4لجهزة تنفس صناعية فقط و24سرير لوحدة العناية المركزة بالمعدل جهاز تنفس لكل 4مليون شخص .هل من الصدفة ان يعاني الانظمة الصحية من الندرة في كل شئ (نقص اسرة الانعاش ,وعدد التحاليل المنجزة للكشف عن الوباء ,وفي ندرة الكمامات ,وباقي المعدات اللازمة للتصدي للوباء. وتجدر الاشارة الي ان هذة النقص ليس وليد خطا ,وانما هو بداهة من بديهيات المنطق النيولبرالي ,والمتمثل في التحكم في الانتاج ,الذي يهدف الي تقليص المنتجات المخزنة ,من اجل خفض التكاليف ورفع هامش الربح) بريطانيا نموذج لذلك حيث(ان انتاج اجهزة التنفس الضروية بشدة قد أخرتة محاولات الحكومة لانتقاء المنتجين الذين سترسو عليهم تطاءات الشراء) . في مقابل كان الوضع مختلف في الدول التي لم تدخل في ملكوت النيولبرالية وتطبيقها سياسياتها الكارثية في مجال الصحية فالصين كاول بلد شهد تفشي الوباء بالرقم عالي من مصابين بالفيروس وحصد الموت جزء منهم .الوضع هناك مختلف نوعا ما الصحة منفعة عامة وحق يجب للدولة توفير لذلك كافحت الحكومة الصين الوباء بالكل ماتملك بناء مستفشي في مدينة وهان مركز تفشي الوباء اجراءات فحوصات عشوائية للمواطنيين في الشوراع للتحديد عدد المصابين استخدام التكنولوجيا للنفس الهدف توفير مرافق صحية للحجر الصحي للمصابين بالفيروس توفير العلاج والرعاية الصحية كل هذة مجاني واجباري للجميع المواطنين مما ادي شفاء اعداد كبيرة من المصابين بالفيروس تشير احصائيات في شهر مارس (ان مجمل الاصابات فاق 80الف الا ان عدد المتعافين كبير جدا يدعو للتفاؤل اذا بلغ 69.718وفقا لأرقام جامعة جون هوبكينز .وبعد اعلان أكثر من 3200وفاة من اجمالي الاصابات سوي حوالي 10 الاف اصابة نشطة ) باللغة الحسابات المئوية (بلغت نسبة التعافي من الفيروس 85.9في المائة .فيما بلغت نسبة الوفيات من الاصابات 3.9في المائة لاحقا ارتفع عدد المصابين 83,965وعدد المتوفين 4,637 .واذا قارنا الاصابات مع عدد سكان الصين ,فستبلغ 0.0058في المائة فقط )وتخطي الصين مرحلة الخطر وعودة الحياة من طببعي ان يكون النموذج الصيني يجد كل الثناء من منظمة الصحة العالمية وباقي العالم .ليس بعيد من الصين فايتنام الدولة الصغيرة بالرقم 268 اصابة بالفيروس نججت الدولة في محاصرة في الفيروس عبر اجراءت عزل المصابين في الحجرالصحي وتوفير الرعاية الصحية الكاملة مجانا لهم بالاضافة الي اجراء فحوصات شاملة للمواطنين للتاكد من عدم انتشار الفيروس كانت النتيجة عدم وجود حالات موت وانتقال الفيروس للمرحلة الانتشار المجتمعي .
الصور الخبرية حول جائحة الكرونا حكت عن مشاهد الطائرات تحمل صفوف الاطباء الكوبيين الي الدول الغنية من مراكز المتروبولات الراسمالية التاريخية في اروبا الي الدول النفطية في الخليج لتسد عجز تلك الدول من الكادر الطبي لخصت تلك الصور مفارقة عجز الدول صاحبة الثروات في توفير عدد كافي من الاطباءللمنع انتشار الفيروس مما يعزز فرضية عدم العدالة في توزيع الثروات في الانفاق علي الخدمات العامة وتعزز الارقام ذلك حيث اخر تقرير للصندوق النقد الدولي صادر في اكتوبر 2019تحتل الولايات المتحدة الاميريكية المركز اكثر الدول غنيا يبلغ حجم الناتج المحلي 21.44ترليون دولار بالنسبة 23.6%من الاقتصادي العالمي تاتي الصين في المركز التاني حيث ثبلغ حجم الناتج المحلي 14.14ترليون دولار بالنسبة 15.5%من الاقتصاد العالمي بينما يبلغ حجم الناتج المحلي في كوبا 97بليون دولار في عام 2019 فقط وفقا للبنك الدولي وفيتنام يبلغ الناتج لدية 255بليون دولار مقارنة بالدول افريقيا طبقت الموديل النيوبرالي فشلت في استجابة للوباء مثال كينيا بالناتج محلي 99.246بليون دولار وجنوب افريقيا بالمبلغ 350بليون دولار.

ادراة المخاطر التي فرضتها انتشار وباء الكرونا توضح تعامل المنظومة الصحية مع التكلفة الاجتماعية للكارثة وضروة بذل اقصي المجهود للتفادي الخطر لكن عندم يكون النظام قائم في اساسا علي حساب الربح والخسارة يصبح قابعا في محطة الجشع وغير قادر علي التفكير في قيمة الانسان والي مدي موت البشر يمثل خسارة مجتمعية فالنظام الرعاية النيوليبرالي لايفهم الحق في الحياة الا من باب البقاء للافضل (في بريطانيا ’وصل الامر ببعض الاطباء الي اقتراح اصدار أومر بعدم انعاش ذوي التوحد ممن هم في سن العمل ,او الاطفال المرضي .في فوضي التشبت بالحياة يصبح الانسان ذئب أخية الانسان ) لذا كان من طبيعي ان يصرح رئيس الوزراء البريطاني استعدو للفقد احباءحكم عدم توزان في الميزانية يعتبر الكارثة الوحيدة التي يجب تفاديها كان من الطبيعي ان ينحصر النقاش والاهتمام حول كيفية تشغيل عجلة الاقتصاد حتي الحلول المطروحة للحل الازمة طبقية بامتياز (ان النقاشات الدائرة حاليا للخروج من الحظر بناء علي مناعة القطيع واصدار شهادات مناعة تتيح لأصحابها السفر تنذر بشؤم بمستقبل مبني علي اشكال أشد عدوانية من قبل تسليع السلع الخصائص الانجابية والرعائية للأفراد والمجتمعات ,مما يفتج الباب ام شكل جديد من اللامساوةالاجتماعيةاللقتصادية بناء علي علي راس المال المناعي ).
التدابير الوقائية
عملت لجان ادراة الازمة الناتجة عن انتشار الجائحة الكرونا علي وضع تدابير عامة للمنع اصابة الناس بالفيروس مصحوبا بالقواعد وارشادات علي المستوي النظرة تعتبر ممتازة للغاية لكن التحدي في تطبيق تلك التدابير علي ارض الواقعفالسياق الاجتماعي الاقتصادي للبلدان شكل عائق امام تنفيذها فالواقع المعاش يحدد حاجاتة تجعل من الصعوبة ممارسة الارشادات بالشكل السليم .
اشتلمت التدابير والاجراءت الوقاية علي التوعية والتثيقف الصحي بالكيفية انتقال الفيروس وطرق تفادي الاصابة استخدام المطهرات للتعقيم الايدي والاسطح المباني تطبيق قرار الحجر الصحي بالمنازل بالاضافة الي التباعد الاجتماعي . تعتبر الوقاية والتوعية محور عملية الاجراءات الوقاية من خطر الاصابة بالفيروس
من ملاحظ ان برامج التوعية والوقاية اقتصرت علي مواد دعاية للوزرات الصحة في وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي التوعية الميدانية في مناطق البعيدة ضعيفة حيث لعب المتطوعين دور وصول للتلك الاماكن اغلب سكان تلك المناطق ليس لديهم فرصة للتلفزيون او الانترانت ومستوي التعليم ضعيفة .
غياب برامج الوقاية كان احدي ضحايا سلعنة وربحية الرعاية الصحية فالشركات الصحية المهيمنة علي القطاع الصحي (ليس لديها سوى اهتمام ضئيل بالاستثمار في مجال الاستعداد لمواجهة أزمة صحية عامة. وهي مغرمة بتقديم العلاجات. وكلما مرضنا أكثر، كسبت أكثر. أمّا الوقاية فلا تسهم في زيادة قيمة الأسهم. لقد تخلَّص نموذج البزنس المُطبَّق على الصحة العامة من قدرات المواجهة الفائضة التي تكون مطلوبة في أوقات الطوارئ. ولم تشكل الوقاية حتى ذلك المجال الجذاب بما يكفي لإقامة شراكات بين القطاعين العام والخاص) كان من طبيعي ان تكون برامج الوقاية الصحية محدودة نتيجة للقل تمويل من القطاع الخاص وضعف ميزانية الحكومات للوقاية الصحية الشئي الايجابي الذي قلل من اثار ذلك وسائل التواصل التي ساهمت في تغطية الفجوة من خلال جهود الناشطين والمهتمين
فيما يختص بالاحراءت الاخري فالتفاوت الطبقي في مستوي الدخل واماكن العمل شكل تحدي كبير للفعالية تلك التدابير استخدام المطهرات للتعقيم اصبح شئ تجاري حيث ارتفعت اسعار المعقمات اليد للاسعار خرافية في استغلال للطلب العالي لجاء كثيريين للاستمثار في الاحتياج وقام بالصنع معقمات غير مستوافية الشروط الطبيبة جزء منهم صنع معقم من ماء وجلسرين فقط في ظل غياب دور الدولة للتوفير المطهرات .
الفقر ومحدودية شكل تحدي كبير للحجر المنزلي فازمة الكروونا وضعت الفقراء امام احتمالين الموت جوعا او الموت بكورنا الاغنياء واصحاب الدخل المتوسط يمكنهم مل ثلاجتهم باانوع الطعام بيوتهم تتوفر فيها الخدمات الكهرباء والماء والانترنت حسابتهم البنكية تحتفظ بالمداخرات المالية بينما الفقراء يفتقدون الي تلك الامتيازات .جزء كبير من القوي العاملة في افريقيا يعملون في القطاع الهامشي الغير منظم حيث تقدر منظمة العمل الدولية نسبة العاملين في القطاع الهامشي 66%من اجمالي القوي العاملة في افريقيا في السودان تشير الاحصائيات الي نسبة 60% يعملون في القطاع الغير المنظم العاملين بالهذة القطاع يشكل الباعة المتجولون الجزء الاكبر يعتمدون علي الدخل اليومي ممايصعب تطبيقم للاجراء الحجر المنزلي للتفادي الاصابة بالفيروس لذلك نجد في كثير من الدول تهرب وتحايل من المواطنيين علي قرار الاغلاق الشامل المنزلي من خلال بالتلاعب ودفع رشوة للعناصر الشرطة للسماح بالاستنثناءات.في دول المركز الراسمالي لم تقدم الحكومات دعم للاسرة الفقيرة خلال فترة الحجر المنزلي فقط بالضخ اموال للشركات للدفع مرتبات المواظفيين اثناء فترة الحجر بينما تركت عمال اليومية في انتظار المساعدات والهبات في دول الاطراف افريقيا قدمت حكومة رواند ويواغند بعض المواد الغذائية للاسرة لكنها ليست بالشكل مستديم . الوضع كان مختلف عند الانظمة الاقتصادية الاخري حيث قدمت الحكومة الصينية بالتوصيل الوجبات الي منازل مجانا لكل من يتصل ويطلب مساعدة اما في فيتنام قامت الحكومة بالدعم الاسرة المتضررة من حظر التجول بالمبلغ 111.55مليون دولارللتغطية تكاليف اسرة العمال خلال فترة الحجر المنزلي . انتشار جائحة الكرونا اكدت اهمية الحصول علي الغذاء كالحق اساسي للبشرية بالاضافة الاحتاجيات الاساسية الاخري .
فإن التدابير مثل العزلة الاجتماعية ، والحجر الصحي المنزلي ، وحظر التجول ، وتتبع الاتصال وحتى النظافة الشخصية ، سيكون لها معانٍ مختلفة جذريًا وتأثيرات على الأشخاص المشردين ، والأسر التي تعيش في منازل مزدحمة أو مساكن متداعية وأحياء فقيرة مزدحمة بالسكان ، وعائلات الطبقة العاملة تعيش بأجر مقابل أجر ، وأشخاص يفتقرون إلى المياه الجارية النظيفة أو الصرف الصحي الأساسي أو مصادر غذاء كافية. الحجر الصحي في المسكن لا معنى له إذا كنت بلا مأوى ويمكن أن يكون حكم الإعدام إذا لم تتمكن من الحصول على الطعام. ليس من المستغرب أن اندلعت أعمال شغب بسبب الطعام في أجزاء فقيرة من جنوب إيطاليا بعد أن فرض هذا البلد حظره القاسي.
.
حتي في الدول التي نجحت بالشكل نسبي في محاصرة الفيروس لازل شبح خطئية الفيروس النيوليبري يطاردها مثل يواغند فقد نجحت سياسية موسفيني في فرض الحجر الصحي الاجباري للقادمين من الخارج منذ شهر مارس وتكثيف جرعات الوقائية من الفيروس للمواطنين واجبار الامكان بالتوفير معقمات للايدي عند المداخل لاحقا ايقاف وسائل المواصلات وقفل المطار والحدود مع استناء شحن البضائع .كل تلك الاجراءات ساهمت في عزل حالات الاصابة عند مرافق الحجر الصحي للقادميين من الخارج ومنع الانتشار المجتمعي .حيث تم اكتشاف حالات جديدة من سائيقين الشاحنات عربات شحن البضائع القادمين من دول المجاروة كينيا وتنزانيا وفقا للاهمية الاقتصادية للنقل وجلب البضائع لايمكن ايقاف الشاحنات في ظل عدم توفر بدائل مثل خط السك الحديد او السفن فقد تم خصخصة شركات نقل السك الحديدة اعقبها تشيع وموت خطوط سكة الحديد نتيجة للتطبيق وصفات البنك الدولي .
التدابير التقنية المستخدمة تصطدم بجدار عدم المساواة الاجتماعية القائمة. لا يتم تطبيق العزلة الاجتماعية وحالات الإغلاق على أرض متساوية أكثر من كون المرض نفسه هو "تكافؤ الفرص". بدرجات متفاوتة ، تعرض الكثير من سكان العالم لأربعة عقود من تدهور الظروف المعيشية أو الإفقار المطلق نتيجة التقشف النيوليبرالي و "الحرب الطبقية من جانب واحد" ، بالإضافة إلى الحرمان التاريخي لجماهير من الناس في العالم الجنوب وعدم المساواة في العنصرية في الشمال العالمي
وفقا للمعطيات المتعلقة بالاستجابة مختلف للوباء من الحكومات يمكن ان نستنج التاثير الواضح للنظام الاقتصادي علي مقدرة وطريقة استجابة الدول للوباء وان لايمكن الفصل بين عمل المؤسسات الادراية بالمناخ الاقتصادي للنظام السياسي قد يحاول بعض حراس معبد النيوبرالية واحد من مدعيين الفجر العولمة الكاذب مثل فوكوياما قول عكس ذلك عندما يدعي قائلا(لاأعتقد أن هناك ارتباط نوع النظام وجودة الاستجابة الي الفيروس .الاستناء الوحيد هو الصين التي خرجت منة بالشكل افضل )ويتنبأ فوكوياما بأن الدول الليبرالية كوريا الجنوبية والمانيا والدول الاسكندينافية ستخرج بالشكل افضل . الارقام والوقائع القادمة من دول ليبرالية نجحت بالشكل نسبي في سيطرة علي المرض ولم يصلو للمرحلة امريكا وايطاليا بالاضافة تقارير عن انتشار الفيروس في الانظمة التي تملك نظام للرعاية الصحية مثل الدول الاسكندينافية تثبت خطا فرضية فوكوياما نسبة القليلة للوفاة المصابين في كوريا الجنوبية بالسبب استخدام نفس منهج الصين في سيطرة جهاز الدولة عبر المراقبة والبيانات الضخمة للمعرفة المصابين مما يساهم في تحديد المصابين في وقت والاعتناء بهم قبل وصول للمرحلة خطيرة مما قلل عدد المتوفيين النقطة الجوهرية في تتبع تلك الاجراءت تحمل الدولة للمسؤالية حماية الشعب من الموت والدفاع عن المصلحة العامة عكس المنطق الليبرالي الذي يترك ادراة هذة المجال للافراد .الدولة الراسمالية ذات المحتوي الاجتماعي لدية نظام رعاية مثل الدول الاسكندينافية اثبت الجائحة ان نظامها الصحي اقل من تحمل الضغط العالي حيث بلغت عدد الاصابات في السويد 22,721وعدد الوفيات 2,769الدنمارك بالعدد 9,868اصابات وعدد الوفيات 493بالوضعية افضل نوع ما من الدول الاوربية فالتلك الدول رغم تنازلات عن الليبرالية للتوفير بعض الخدمات الا ان ارتباط نظامها السياسي بالراسمالية في الاطار الكلي للرسم السياسيات يجعل تفكر بالمنطق الربح والخسار اكثر من المصلحة العامة دولة مثل السويد رفضت تطبيق الحظر الشامل للاسباب للعدم قدرتها علي تحمل الخسائر الاقتصادية للأغلاق. بلاشك النظام السياسي لدية علاقة قوية بالقدرة علي استجابة للوباء مثلما قالت الايقونة انجيلا ديفيزالنيوليبرالية مسؤالة بالشكل مباشر عن عدم الاستجابة للوباء تطبيق دول للسياسياتها الكارثية في مجال الصحة ادي عدم مقدرة النظام الصحي في معالجة الوباء .

المحاصلة النهائية للادراة ازمة الكورنا في ظل انظمة اقتصادية جعلت من الصحة مسؤالية فردية حسب المقدرة المالية للشخص كانت نتائجها كارثية عكس الانظمة التي تدرك ان الاهتمام بالصحة منفعة عامة للصالح كل المواطنين لايجب ان تخضع للمعيار الربح والخسارة .
المراجع
1-المفكر الاميركي تشومسكي :نقص اجهزة التنفس الصناعي يكشف قسوة الراسمالية وفشل اميريكا
2-لماذا السود هم اكبر عدد من السكان يموتون كوافيد19في الولايات المتحدة الاميريكية المتحدة لليان رزق
3-تشريح للهشاشة المنظمة للعولمة الراسمالية :فيروس كورونا كألية للتحليل سعيد بوعمامة
4_ ديفيد هارفي السياسات المناهِضة للرأسمالية في زمن الكوفيد19
5-أزمة لامثيل لها :استدامة الحياة الرأسمالية في ظل الجائحة أليساندرا ميتزادري
6-بالأرقام هكذا تعافت الصين من فيروس كورونا مجلة العربي الجديد