حينما يوضع رجال الدين في دائرة ضوء العلم والمعرفة فإنهم يتلاشون

عبدالله الفكي البشير - 14-02-2021
حينما يوضع رجال الدين في دائرة ضوء العلم والمعرفة فإنهم يتلاشون | عبدالله الفكي البشير

النموذج أدناه، يمثل أبلغ نماذج الذين ظلوا يتولون تنمية الوعي الديني وتدريس الطلاب والطالبات في الجامعات ويقومون بالوعظ في المساجد وحلقات العلم، وقد جثموا علي صدر هذا الشعب ثلاثين عاما.. ضللوا العقول، وأهلكوا الحرث والنسل، ولم يتركوا بابا من الفساد إلا فتحوه ودخلوا منه، ولا أرضا مثمرة إلا صادروها واستولوا عليها، ولا دولارا ينفع الناس يجول في الأسواق إلا نهبوه.. وفاضت الارض بشركاتهم ومؤسساتهم ومشاريعهم المعفية من الضرائب والمحمية من المراجعة.. وتركوا الشعب يموت جوعا ومرضا ورصاصا واعتقالا.. ولما أنقلب عليهم الشعب وأبعدهم من السلطة، علت أصواتهم في كل المنابر والمساجد، بلا استحياء ولا ضمير، يبكون على الإسلام وعلى القيم الدينية والسودانية التي مزقوها وشوهوها وطمسوا معالمها، بعقيدتهم الفاسدة وبممارساتهم البعيدة عن الإسلام، وعن الوطنية، وعن الحياة المدنية الحضارية وقال تعالى في وصفهم (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) صدق الله العظيم..
النموذج الذي نحن بصدده الآن يحمل لقب البروفسير!! انظروا كيف كانت معارضته لندوة دكتور عبد الله البشير الأخيرة.. من أراد أن يرى ماذا يفعل السلب الروحي، والتسفل الأخلاقي في عقل ووجدان الإنسان فليقرأ معارضة هذا البروفسير على الندوة ورد الدكتور عليه ..
جبريل محمد الحسن


حينما يوضع رجال الدين (خفافيش الظلام) في دائرة ضوء العلم والمعرفة فإنهم يتلاشون
رد على أحد أساتذة علوم الحديث والسنة النبوية في تعليقه على محاضرة أساسيات البحث العلمي والانتحال الفكري في الفضاء الإسلامي

بقلم عبد الله الفكي البشير

بدعوة كريمة من ملتقى اللسانيات السوداني قدمت محاضرة عبر تطبيق خدمة الزووم تناولت فيها أساسيات البحث العلمي والانتحال الفكري في الفضاء الإسلامي بالتطبيق على مشروع الفهم الجديد للإسلام للمفكر السوداني الإنساني محمود محمد طه، وذلك في السابعة والنصف من مساء السبت 6 فبراير 2021 (بتوقيت الخرطوم).. شهد المحاضرة حضور من مختلف أنحاء العالم، وتم توثيقها بالفيديو، من أجل بثها في الفضاء الكوكبي..
ولمَّا كان مشروع الفهم الجديد للإسلام والسيرة الفكرية لصاحبه هو عندي مشروع بحثي مفتوح ومستمر، وأعمل على إصدار الكتب ونشر الأوراق والمقالات وتنظيم المحاضرات في سبيله، فقد درجت على إشراك أستاذات وأساتيذ الجامعات والباحثات والباحثين في مراكز البحوث والدراسات في مختلف أنحاء العالم، خاصة في الفضاء الإسلامي، فيما أقوم به من أعمال، لا سيما المحاضرة الأخيرة موضوع هذا المقال.
بعثت بخبر هذه المحاضرة ونصها المسجل بالفيديو (كما يبين الرابط أدناه) إلى نحو (14) ألف أستاذة وأستاذ وباحثة وباحث في نحو (225) جامعة ومركز دراسات وبحوث في الفضاء الإسلامي، إلى جانب (31) دار إفتاء في الفضاء الإسلامي، و(24) منظمة إسلامية، فضلاً عن شيخ الأزهر ونحو (185) من المشايخ في مشيخة الأزهر وفي جامعة الأزهر، ورئيس ونواب وأعضاء لجنة اتحاد علماء المسلمين، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومدير جامعة أم القرى، ومدير جامعة أم درمان الإسلامية ومعه (5) من مديري الجامعة السابقين، (ولايزال الإرسال جارياً).. جاء نص رسالتي لجميع هؤلاء على النحو الآتي:

الأستاذات والأساتيذ الأجلاء
تحية طيبة وبعد،،،
في إطار الشراكة في الواجب الثقافي نحو تنمية الوعي وخدمة التنوير، اسمحوا لي أرفق لكم رابط لنص محاضرة كنت قد قدمتها مساء السبت 6 فبراير 2021 لدى ملتقى اللسانيات السوداني..
تناولت المحاضرة أساسيات البحث العلمي والانتحال الفكري في الفضاء الإسلامي بالتطبيق على مشروع الفهم الجديد للإسلام للمفكر السوداني الإنساني محمود محمد طه.. https://youtu.be/3EGYU_sUUjs

ملحوظة:
هذه الرسالة أرسلت لكم ضمن قائمة تضم نحو (14) ألف أستاذة وأستاذ في نحو (225) جامعة ومركز دراسات في الفضاء الإسلامي، وذلك في إطار الشراكة في الواجب الثقافي والأخلاقي والإنساني حيث العمل من أجل تنمية الوعي وخدمة التنوير وتعزيز حقوق الإنسان وكرامته، فضلاً عن الإسهام في بناء السلام المحلي والعالمي بإقامة السلام في النفوس وعلى الأرض، فإن كنتم ترون فيها أي إزعاج لكم، أو ليس لديكم رغبة في تلقي مثلها، فأرجو التكرم إفادتي بذلك مع اعتذاري مقدماً عن أي ضيق قد سببته لكم.
وتفضلوا بقبول فائق التقدير ووافر الاحترام ،،،

عبدالله الفكي البشير
كاتب وباحث سوداني
دكتوراه فلسفة التاريخ، جامعة الخرطوم


بناءً على هذه الرسالة جاءت ردود وتعليقات كثيرة جدا على المحاضرة، لا أزال أعمل على حصرها ولم أكمل الرد عليها، وتكاد كلها (عدا قلة تحسب على أصابع اليد، مما أطلعت عليه حتى الآن) كانت داعمة ومؤيدة بقوة للمحاضرة وموضوعها، وللمنهج الذي تم اتباعه فيها، لا سيما المنهج التوثيقي.. وكشفت هذه الردود عن احترام كبير يحظى به المفكر السوداني الإنساني محمود محمد طه في جامعات العراق والأردن والجزائر وتونس والمغرب… إلخ. لا يسع المجال في التفصيل في هذا، ولكن ربما كانت لي دراسة، فيما بعد، بناء على هذه المعطيات وغيرها من البيانات , والوقائع، عن صورة المفكر السوداني الإنساني محمود محمد طه في المخيلة الإسلامية..
كان من بين القلة غير الراضية عن المحاضرة، أستاذ لعلوم الحديث والسنة النبوية، بإحدى الجامعات العربية، نال درجتي الماجستير (1991) والدكتوراه (1996) من جامعة أم درمان الإسلامية، ونحجب اسمه حتى لا نبشع به، فشخصه موضع حبنا واحترامنا ولكن ما ينطوي عليه موضع حربنا.. فما ينطوي عليه هذا الأستاذ الجامعي، كما تكشف رسالته، وبالطبع هناك مثله كثير في جامعات الفضاء الإسلامي، يعد من ملوثات العقول والمساجد وحلقات دروس العلم، ومن مغذيات الإرهاب في الفضاء الإسلامي والعالمي، بل يمثل خطراً على السلام العالمي، خاصة وأنه يعمل أستاذاً في الجامعات حيث التأهيل والتكوين العلمي والفكري للأجيال الجديدة.. مثل هؤلاء، وهو للأسف الشديد متخصص في علوم الحديث والسنة النبوية، يجب وضعهم في دائرة ضوء العلم والمعرفة والفكر حتى يتلاشوا، فيخرجوا من دوائر العمل في تنمية الوعي وخدمة التنوير، لحين اصلاحهم وحتى يهتدوا.. فهؤلاء ظلوا يخدمون الظلام والظلم والجهل.. ولهذا فإنني أعرض للقراء ردي على ما كتبه لي هذا الأستاذ الجامعي، يوم الخميس 11 فبراير 2021، فقد كتب، قائلاً:

"يا عبد الله ستسأل يوم القيامة عن هذه الرسالة
يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
الموت قريب
أبرأ إلى الله من هذا الرجل
وأنصحكم بالتوبة إن كنتم تحبون الناصحين"


أدناه ردي عليه:

الدكتور/ …………………………………………………………………

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته،،، وبعد
رسالتكم توحي باهتمامك بالدين ولكنها للأسف مفارقة للدين مع كامل الاحترام لشخصكم..

أنت أستاذ دكتور في علوم الحديث والسنة النبوية، وتقول:
"يا عبد الله ستسأل يوم القيامة عن هذه الرسالة
يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
الموت قريب
أبرأ إلى الله من هذا الرجل
وأنصحكم بالتوبة إن كنتم تحبون الناصحين"

أنت تقول: "يا عبد الله ستسأل يوم القيامة عن هذه الرسالة".. السؤال لك وأنت دكتور في علوم الحديث والسنة النبوية، ومن المفترض أن تكون ملما بأساسيات البحث العلمي وأخلاقياته، هل استمعت لهذه المحاضر؟ وماذا تقول عن ما جاء فيها؟ ما رأيك في الأدلة والبراهين التي وردت فيها؟ هذه مسؤوليك المباشرة ماذا تقول وأنت تتحدث عن الدين ومتخصص في علوم الحديث والسنة النبوية والتي يجب علينا تجسيدها.

ثم قولك "هذا الرجل كفر بالله وبرسالة الإسلام".. نقول لكم: (هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ؟)

وتقول لي ناصحا: "أبرأ إلى الله من هذا الرجل".. وأقول لك لماذا تدعوني لذلك وأنت لا تعرف ما عندي؟ فعندي عن الرجل ما ليس عندك.. فالرجل عندي هو القرآن يمشي على قدمين، كما وجدت عنده النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم مجسداً، بينما وجدت ساحة رجال الدين تضج بالكذب والتسمح بالدين.. أنا أدعوك إن كنت باحثا عن الحق، أن تذهب لتسمع ما قاله الرجل وتقرأ ما كتبه، حتى تكون على بينة من أمرك وحتى لا تتورط في هذا الأمر مثلما تورط من قبل مشايخ الأزهر، ومشايخ رابطة العالم الإسلامي، ومشايخ جامعة أم درمان الإسلامية، وجامعة أم القرى، وعدد كبير من المشايخ وقد وردت الإشارة إليهم بالأسماء في المحاضرة مع الإشارة إلى ما قالوه كذبا وزورا وبهتانا، فضلا عن الإشارة لكتبنا التي نشرناها وقد تضمنت تفاصيل دقيقة مسنودة بالأدلة والبراهين.

ثم تقول لي: "وأنصحكم بالتوبة إن كنتم تحبون الناصحين".. في واقع الأمر أنت الذي عندي مطالب بالتوبة.. فأنت تقول: وهذا الرجل كفر بالله العظيم وبرسالة الإسلام.. وهذا قول خطير، فإن كنت دينا حقا فالواجب أن يكون لديك ورعاً علمياً، ووازعاً أخلاقياً، فما رأيك في قول الأزهر أدناه:

عقد الأزهر "مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي"، في القاهرة، خلال الفترة 27- 28 يناير 2020، بمشاركة 46 دولة من العالم الإسلامي، وخرج ببيان ختامي تكون من 29 نقطة، وقد تلى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، البيان للعالم، وقال في النقطة السابعة منه:

"التكفيرُ فتنةٌ ابتليت بها المجتمعات قديمًا وحديثًا، ولا يقول به إلا متجرئ على شرع الله تعالى أو جاهل بتعاليمه، ولقد بينت نصوص الشرع أن رمي الغير بالكفر قد يرتدُّ على قائله فيبوء بإثمه، والتكفير حكم على الضمائر يختص به الله سبحانه وتعالى دون غيره، فإذا قال الشخصُ عبارةً تحتمل الكفر من تسع وتسعين وجها وتحتمل عدم التكفير من وجه واحد فلا يرمى بالكفر لشبهة الاحتمال؛ اعتدادا بقاعدة «ما ثبت بيقين لا يزول إلا بيقين".
ماذا تقول في قول الأزهر هذا؟ علما بأنني أرسلت رسالة إلى شيخ الأزهر وقد ضمنتها النص أعلاه، ويمكنك الاطلاع على الرسالة في الرباط أدناه..

رسالة لشيخ الازهر

ختاماً هذا تبيه مني لخطورة ما ورد في رسالتك من تكفير دون ورع علمي أو وازع ديني أو مانع أخلاقي أو فهم للقانون، فإنني أدعوك لتتمعن ما سأورده أدناه، وعليك أن تضع ذلك نصب عينيك، وأرجو أن لا تكرر قولك بالكفر، لأن القانون سيطالك فعقوبة التكفير في السودان هي عشر سنوات سجن، وفي بعض بلدان العالم أكثر من ذلك، وأنا لا أريد لك أن تورط نفسك في مثل هذا الحديث فتنتهي إلى السجن.. فالمتحدث مسؤول عن ما يقول، والكاتب مسؤول عن ما يكتب.
فلقد جاء ضمن قانون التعديلات المتنوعة (إلغاء وتعديل الأحكام المقيدة للحريات) لسنة 2020، تشريع رقم (12) لسنة 2020، قرار إلغاء مادة الردة عن الإسلام، المادة (126)، حيث ورد: "تلغى المادة (126) ويُستعاض عنها بالمادة الجديدة الآتية: تكفير الأشخاص والطوائف والمجموعات. 126- كل من يعلن ردة شخص أو طائفة أو مجموعة من الأشخاص عن دينهم أو معتقداتهم أو يعلن تكفير ذلك الشخص أو تلك الطائفة أو المجموعة على الملأ مهدراً بذلك دمه، يُعاقب بالسجن مدة لا تجاوز عشر سنوات أو بالغرامة أو بالعقوبتين معاً".
المصدر: "قانون التعديلات المتنوعة (إلغاء وتعديل الأحكام المقيدة للحريات) لسنة 2020، تشريع رقم (12) لسنة 2020"، الجريدة الرسمية، العدد رقم 1904 المؤرخ في 17/7/2020، الإدارة العامة للتشريع، شعبة الجريدة الرسمية، وزارة العدل، ص 8- 9، hلموقع الرسمي لوزارة العدل على شبكة الإنترنت www.moj.gov.sd، استرجاع بتاريخ 18 أغسطس 2020، الرابط:
file:///C:/Users/user/Downloads/238fb-13-2020.pdf

حقا لا أريد لك أن تنتهي في السجن..

مع تقديري
عبدالله الفكي البشير
abdallaelbashir@gmail.com