لغويات

الكتابات

المقال هو رمانة الصحافة. وعلى خلاف العمود، أو الزاوية، فهو موقف الكاتب من الحياة باستطراد قليل. فالعمود أدعى للغة التيلغرافية المهموسة حتى ليكاد عند أنيس منصور، أو سمير عطا الله، ينتهي ويحتاجك لتفك شفرات الإرسال مرة، ومرتين. وأنيس قالوا إنه أنزل الفلسفة من عليائها، وشرحها في زاوية صحفية ضيقة. ولكنه في ذات الوقت صعد بلغة المقال الصحفي إلى مراقٍ من التبسيط المعمق، أو عمق البساطة. وإن ظن الجاهل أنه ...

د. شرف الدين حمد الملك. باحث نفسي_اجتماعي. القاهرة. يأسف كثيرنا كنوبيين ان لغتنا الام تحتضر منذ اكثر من قرن من الزمان ونحن حولها وفى دواخلنا مشاعر متباينة، بعضها يفخر بان ابناؤنا وبناتنا تجاوزوا سمة من سمات التخلف واصبحوا ينطقون بلغات "حية"، اكثر حياة حتى من اللغة العربية مثل الانجليزية،والفرتسية،والالمانية،والاسبانية...الخ.والقليل منا نحن المثقفون النوبيون تنتابنا "احياناً"مشاعر حزن وأسى بسبب وا...

(1) قلتُ لنفسي : أيصلُح هذا المقال أن يكون إسهاماً في تنمية الوعي والمعرفة ؟. أعرف صراع المتنافسين في طرق العبادة. لكلٍ طريقه الذي أحب. ولكل طائفة مذهبا تعتمده في سبيل نُسكها وأورادها. يزعم البعض أنهم مُلاك الحقيقة المطلقة ويعرفون الأصول الثابتة ويعتقدون أنهم الفئة الناجية، وغيرهم الكفرة أو المنافقين أو الذين اتخذوا الكفار أو أهل الكتاب أولياء. لستُ بفاتح بابٍ للتعريض لمذهب أو الدعوة ولو المُبطنة...

كتب الشَّاعر الرَّاحل تاج السِّر الحسن قصيدته الشَّهيرة، "أنشودة آسيا وأفريقيا"، في مناخٍ من التَّفاؤل والتَّضامن، في إطارِ روح التَّعاون والصَّداقة التي سادت على الأقلِّ في ظاهرِ الخطاب، في أعقاب اِنتهاء الحرب العالميَّة الثَّانيَّة، حيثُ حاول عددٌ من البلدان إيجادَ مكانٍ له تحت الشَّمس، ولو في ظلِّ سيطرة القوَّتين العُظميَيْن (الولايات المتَّحدة وروسيا)، بعد خروجهما منتصرتَيْن في الحرب الكبرى ف...

عبَّرنا في الحلقةِ السَّابقة عن احتفائنا بدحضِ التَّفسيرِ الذي تقدَّمنا به لعبارة "التُّونسيَّه"، بعد أن تبيَّن لنا تعرُّضُ الصُّورةِ التي اعتمدنا عليها للتَّزييف عن طريق تقنية "الفوتوشوب"؛ وقلنا إنَّنا ربَّما نشرحُ ما نعني بالاحتفاء، الذي سيقودنا إلى جون إكِلِس، وكارل بوبر، وتوماس كون، وليونارد سسكند، ومنهجيَّةِ العلوم الطَّبيعيَّةِ ...

نبَّهنا في كتاباتٍ عديدة إلى أهميَّة نظريَّة الفيلسوف الفرنسي، لوي ألتوسير، حول الدَّور التَّكويني والتَّكميلي لأجهزة الدَّولة الآيديولوجيَّة في رفد وتطوير المفهوم الكلاسيكيِّ للدَّولة. فالمفهوم الكلاسيكيُّ ينحصرُ في منظورٍ يتناولُ مصطلح "الدَّولة" باعتبار أنَّها أداةٌ (مُستقِلَّة أو طبقيَّة) لتنظيم المجتمع، استناداً إلى الإدارة العلميَّة، ووفرة المال، وقوَّة الجيش والشُّرطة، والتَّحكُّم في أنظمة السُّجون وأجهزة الاستخبارات...

لا يمكن التفكير في عظمة ثورة ديسمبر وعبقريتها, دون أن تقفز إلى الذهن مباشرة تجلياتها وإبداعاتها اللغوية. بل إن تجلياتها اللغوية هذه، هي جزء لا يتجزأ منها, هي الثورة ذاتها. لا تكاد تتشكَّل ديسمبر, وليس لا تكتمل فحسب دون لغتها، وبغير اجتراحاتها اللغوية المدهشة, دون شعاراتها وأهازيجها , أراجيزها, أشعارها وغنائها, بغير نكاتها ومُلَحها وطرائفها, ودونما مفرداتها ومستجداتها اللغوية الملتصقة بها والنابعة منها والمشكلة لها في آنٍ واحد. ديسمبر صنعت لغتها بالقدر نفسه الذي صنعته به لغتها...