طارق الشيخ


الكتابات

ضبطت السلطات السودانية، في منتصف الثمانينيات، شابا سودانيا، اتهم بالتخابر لصالح إسرائيل، وأودعته سجن كوبر في الخرطوم، وكان هذا قد نجح في العمل داخل مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في الخرطوم بصفة عامل نظافة. تصادف أنه أودع زنازين السجن معية سياسيين ومحامين اعتقلهم أمن الرئيس جعفر النميري. وقد حكى لي المحامي مصطفى عبد القادر سكرتير نقابة المحامين وقتها، تفاصيل قصة ذلك الشاب، كما رواها بنفسه. ما يهم م...

بداية، ليس في جدل الحدود في منطقة الفشقة (600 كيلومتر مربع) بين السودان وإثيوبيا جديد سوى وجوه الحكام في البلدين. .. المشهد الذي تقرع له الطبول في الخرطوم لا يكاد يسترعي أحداً من السكان في شرق السودان، وعلى طول امتداد الحدود المشتركة بين البلدين، إذ لا يختلف في شيء عن الأخبار الموسمية للآثار المدمّرة لنهر القاش، المنحدر من الهضبة الإثيوبية، وعجز حكومي تاريخي عن السيطرة عليه. ويمكن الوقوف على عدة م...

بعد حوالي ستين عاما من النشاط السياسي، ورحلة طويلة من الصعود والهبوط والاعتقال وحياة المنفى، ترجل الصادق المهدي عن المسرح السياسي في السودان. ستون عاما ترك فيها بصمات واضحة طبعت كثيرا من أوجه الحياة السياسية في السودان. ويصعب على كل من يتصدّى للكتابة عن شخصية الصادق المهدي أن يتتبعها على خط واحد مستقيم، إذ إنه شأن كثيرين من أبناء جيله من السودانيين الذين دخلوا المعترك العام السياسي، أو الثقافي، ات...

وقّعت الحكومة السودانية، في أغسطس/ آب الماضي، اتفاق جوبا للسلام مع حركات مسلحة في إقليم دافور وفي جنوب النيل الأزرق. وبغض النظر عن تفاصيل مخيفة تضمنها بلا جدال، هو خطوة في الاتجاه العام الصحيح نحو تحقيق السلام المنشود في السودان. تفاصيل مخيفة، لأنه اتفاق ناقص، لن يجعل أحدا في السودان أو خارجه يقول إن السلام قد تحقق الآن، طالما بقيت قوى فاعلة ومؤثرة خارجه. وتتمثل هذه التفاصيل المخيفة الصورة التذكار...