#التغريبة_السودانية

سوف تنهك أبدا وتنتهك..
تبلو بلاءا جهودا… تقوم وتقع. وترتقك_ حين يفتقك حنين أهبل، إلى لا شيء _ترتقك اللحظات العابرة، والتى يصنعها قدرك المتخبط المتعوس .ترتقك روحك، بالنداء الغريب، فى جوف الليالى الخصية. تلك التى يتناوبك فيها كأس تلو آخر لتنجو من الذاكرة..لكنك تغرق تحتل وتحتل فيها، ودائما كل لحظة ، كل نأمة فأل يجازفها صعودك إلى المبتغى الحالم ،فى خطفة الصدف الكثيرة اللا مستفادة أبدا ..
ستعبر إلى أين أيها الملعون الجميل؟ إلى الوراء المستحدث بفكي المضغ الأزلي ؟؟لكلام مستهلك فى سوق السياسة العرجاء ؟…ستنتهبك روحك المرحة، برغم الألم الدائم، فى صوالين مخملية الخيبة، دسمة، حتى لكأنك جائع مقدود الإمعاء ..ويا لطواحينك الهوائية اللاهية بفراغ المكون من شدة الهذيان .
ولأنك مشهود لك بالعفو، لا عند المقدرة ولا يحزنون …!!ستهب أوقاتك لفرجة المستثمرين الجدد فى التعدد، بلا تخليق ولا إبداع .ولنقل أنك طيب وكريم وذا مروءة! فأين لك بالحيازة.؟ أين لك بالشيء ؟ بالحاجة المفقودة أصلا ؟ أين لك بهذا الدم الباهي ذو الغيرة والأكلان ؟
عندما كنت صغيرا تحبو على أنقاض من إستعبدوك، وبرغم ما تركوه لك من حظوة مدينية متفاتنة، بأزياء الوعي الأبرص الخاوي، إلا من سلاحه الأكاديمي المستجد.. كنت تبذل جهدا عظيما فى ألا تجلس إلى من تناسلت منهم . تجلس فى أدب ووقار مصطنع لألا يصيبك منهم رمد أو جزام أو فقر ..
تطاولت فى الإغتراب عن حليب الأمسبات الريفية الوادعة.. وبنيت مجدا وحصون غياب.. بنيت صلة متحرجة ومنغلقة فى (الأنا) ذات الياقة البيضاء . وغفلت تنجو من هبوب الخماسين و( تقانت) الجروف الموسمية الأصيلة …فماذا حصد آباؤك عندما زرعت.؟

بذور محسنة من قطيع الغباء وذوات أظلاف وهوام وزواحف..
بهيمي أنت وكارثي ومتخاذل..سلاحك أبيض من عينيك اللاهثتين فى صحراء الكنوز .فمن ستقاتل به فى زمان الأوبئة الأثيرية الفاتكة والكائنات الحديدية المتوحشة ؟ من ستقاتل غير نفسك المهترئة وتاريخك الشائه .. ستقاتل من أيها الأشهب المنبوذ من إخوته وبنات سافناه المطيرة ؟ من ستقاتل ..أجرحك يبرأ منذ أن حززه الجبن ذاك الزمان البعيد .؟
فالفضيلة معلبة وجاهزة فى رف الخيانة ،والوصايا تتناسل من بيت الخطيئة.
وكل شيء معد جاهز للإستهلاك والإلاكة.
الرجل الصغير ذو الدنانير والحاشية يتقدم الحفل، حيث تذبح نياق وأكباش وحمائم ..حيث يعلق جلد النمل فوق أكتافه ونياشين القداسة الألهية على صدره .وتعزف له موسيقى القيامة ليمشى فوق أجساد مطهمة بالمحبة لهذا الإسترقاق …
مالهم أهلك لا ينظرون إلى تحت أوهامهم ليروك عريان أعزل حتى من الله ..
الله الذى منحك الوقت الكافى لقراءة سفرك المأفون ولم ترعوى..
الله الذى أنت هو …مستخلف من بشاعة سلطانه ؟

فهذه الدولة الوهمية الرابعة، أنجزت حتى الآن بدماء ثخينة، فى غبنها ومآسيها المتراكمة.
هذه الدولة الهاملة/ العاملة على ذوبان أثر السخرة فى النفوس.
الدولة الهائلة بكل غريب وغوير من الألم والشتات والغربة …
الدولة التى عملت على بزوقها حناجر يانعة بضة، لكنها كانت باتعة .
عملت على حضورها فى الامل الممكن أثداء بكر وأقدام وأكف يافعة، لكنها صارمة وناجعة …
الدولة ذات الاماني الجسام والأغانى الحسام ..
تنظر إليك من قبورها الخضراء وجحورها الغبراء ونفوسها الوالعة ..
لا يغطيك منها إصبع الزلة بعد الآن حينما تعبر من أمام معاليها .
قل لا إله سوى الوعي. وإنك إذ تنهض لا تجر وراءك ثوبك البالى ولا تتركه حيث هو .
الثورة ليست بريقا لذهب التحقق .الثورة ميدان ذاتك المهجور.. قللللبه عليك وفيك وبك لتعرفه ولتزرعه بعض جديد .الثورة قلق خلاق يتغلب حتى على ذاته. الثورة أنت فى محضك وفى الرقاب والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم على الحب والسلام والعدل والإنسانية .
الثورة حبيبتك التى تصون وأمك التى تبر وأخوك الذى تحترم وكبيرك الذى توقر..
وإن أباك (القيام لها والقعود).
تحرير/ شهداء29/رمضان