شجرةُ الموت

عثمان بشرى - 05-10-2020

قالَ الطَّريقُ:
تعبتُ من السَّير !
أَنيخُوا الرِّكابَ
واخفضُوا عن النَّعْلِ
هذا الحصى!
أُريدُ مساءً بلا شجرٍ
أُريدُ فَلاةً
بحجم المَلامةِ في السَّير،
للقادمين عليَّ،
والرَّاحلينَ إلى شأنهمْ
مع الله.

قال الطَّريقُ:
إنَّ البدايةَ في مُنتهايَ
اسْتعدُّوا
اسْتعدُّوا!
إلى ظمأٍ فاحشٍ
تحت سماءٍ مُلبَّدةِ (الغَنْج).
كلُّ فصلٍ يَطولُ
يُرادفهُ وصلُهُ..
كلُّ( ميقُونةٍ) في التُّرابِ
ستربَى،
ويُخالفُها طَلعُها.
وقال: أنا سيِّدُ الخوفِ، ممَّا تنزَّل ..
خليفتي وهقي،
ومسعايَ خيلٌ تنامُ على عُشبها،
وتُقاومُ الجَدْبَ فيها،
ولا تَنكسِر..
وقال:
واحداً كنتُ بين القيامةِ والخَلْقِ
أحشُرُ أنفي هنا ،
لأَشمَّ بولَ النَّدى في حُقُولِ
الحقيقة.
وأدلِقُ صمتي على الكونِ
عند الخلاء العريض.
أحشُرُ اسْميَ في المسافاتِ
كيما تَطيبُ النِّساءُ
إذا لاقها عَرَضٌ من لدُن خائبٍ،
(ولم يُراعِ الرِّجال)
.
.
.
أحشُرُ ليلي
نهاري
مساءاتِ ما تَقتضي
من مَحبَّاتهنَّ،
أتجدَّعُ في الله،
أشتهي ما أشاءُ من الوقتِ،
أتنمَّرُ ،
في لحظةٍ غائبةِ الحَدْسِ،
عن عاشقَيْنِ…
أنامُ هناكَ
وأصحو هنا، كما شاءَ ليَ الحظُّ
في الحظِّ..
ولكنَّني -مُطلَقاً- ما نسِيتُ
اتِّجاهي.
سنعبُرُ.. كلٌّ سنعبُر..
إلى غايةٍ غابرة ..
في هذه اللَّحظةِ/ الطَّشْمةِ العابرة.
وقال الطَّريق..

كثيراً يَقولُ الطَّريقُ
ويَهمِسُ للشِّعْر:
عُشبُك أبقى
وخيلُكَ في الشَّوقِ صَحْيانةٌ
وتُناديكَ أوسمتي،
فتأبَى.
ويُعزِّيكَ ليلي،
لا يَنقضي عنك سِحْري..
تُنازلُني،
وأنا من بناتِ أفكارِكَ
أيُّها المُتسيِّدُ
لعناتِ حظِّك،
المُستفادُ من الغَفْلِ
يا شجرَ المَعرِفيِّين.

عثمان بشرى
.الجزيرة أبا /أكتوبر 20