ما اللوحة؟

عبد الله محمد عبد الله - 18-07-2022
ما اللوحة؟ | عبد الله محمد عبد الله

ما اللوحة ُ ؟
موج ٌيلهث ُ ؟
ساحة ُ رقص ٍ ؟ بعض ُجنون ْ ؟
زهر ٌ و فراشات ٌو غصون ْ ؟
أفق ٌ ساجٍ
أم نهر ٌ ضج ّ بما يحوي ؟

اللوحة ُ- حين يجود ُخيالُك َ -
تنهضُ شامخة ً
تتمدد ُ في الأنحاء ِ
غيوما ً داكنة ً
و هَبوبا ً غاضبة ً تَعوي .
رعدا ًو أعاصيراً تتلولبُ في نزقٍ
و بروقا ً في الظلمة ِ تضوي
غيثا ً يتساكب ُ فِضيّا ً
يتواثب ُ فوق َ الأرض ِ ..
فقاقيعا ً تتجلّى .. ترقص ُ .. أو تذوي

ماذا يدعوك فترسمُها
يا صاحب ُ ؟
هل تأتيك اللوحة ُمن عدَم ٍ
أم من شبح ٍ في السطح ِ تَراه ْ ؟
فتهب ُّ إلى ألوانِك تمزجُها ..
ترتاد ُ مراقيها و معارجَها
و تحلق ُ في أفق ٍ يذكيه ِ عشق ٌ مشبوب ٌ
و جوى ً يُغوي

تصطرع ُ الألوان ُ و تتآخى ، تتماهى
يسطع منها الضوء و تنسدل ُ الظلمات ُ
و انت ترود ُمجاهلَها
حذِرا ّ
لا تُعلن ُ ما تنوي !

اللوحة ُمحض ُ خيال ٍ

  • كنت َ تقولُ -
    فليس الأحمر ُ جمرا ً يَسعر ُ
    ليس الأخضر ُ غصنا ً يثمر ُ
    ليس الداكن ُ أفقا ً يُنذر ُ
    أو غيما ً يدوي .

ها أنت َ
بذاك َ الشَّعر ِ الكث ِ الآفرو
و البنطال ِ الأزرق ِ.
ترسم ُ..
تنصت ٌ ..
تستهويك طرائف ُ مَن يَروي
تتبسّم ُ في صمت ٍ
و اللون ُ يُعربد ُ من فرشاتِك َ
مُهرا ً يركض ُ لا يلوي
فيطل ُعلينا نسج ُخيالِك َ
اُورورا تتصاعد ُ من بحر ٍطاغ ٍ ..
أمشاجا ً مِن كل ِ الألوان ِ
تمور ُ، و تنداح ُ .. و تَثوي.

و تقول ُ:
ألوِّن ُ …
محض َ تلاوين ٍ
لا إسم َ لها..
لا وصف َ لها من خارِجِها.
ما اللوحة ُ
إلّا ما يبصرُ رائيها ممّا تحوي

لكنّا نلمحُ في لوحتِك
بحارا ً. وردا ً، أصدافا ً، غابات ٍ تنهضُ
بل نتوهم ُ قافلة ً تجتاز ُ قفارا ً..
و شهابا ً مضطربا ً يَهوي !

باقة َ ورد ٍ فوق الرمل ِ
حَصى ً يتلون ُ تحت الماء ِ ..
وجوها ً تمضي في عجل ٍ
أطياراً
و وحوشاً لمكامِنها تأوي.

ما اللوحة ُ ؟
أغنية ٌ ذابت في لجة ِ ألوان ِ .. سَكرَى ؟
أم جوقة ُ ألوان ِ تتموسق ُ ؟
شِعرٌ ينبض ُ ؟
أم لغز ٌ و غموض ٌ يستهوي؟

حتّام تظل ُّ اللوحة ُ سُدُما ً لا تُرتاد ُ
و راحاً عذبا ً لا يُروِي؟
------------------------------------------------------------------------* قصيدة من زمن مضى.
مهداة إلى حسن موسى و اسماعيل الفحيل و كل الذين شاهدوا لوحات حسن موسى التي زانت صالون آل الفحيل في القوز ، في ذلك الزمن.
(اللوحة المرافقة من أعمال حسن موسى ، جاد بها مشكورا)