ماذا إذا ؟

عبد الله محمد عبد الله - 22-11-2020
و إنني أذكر ُ
يوم َ  أن ْ  وقفنا
على ضفاف ِ  ( الخور ِ ) ..
يا لها من ذكرى !!!

إذ  هالنا منه اتساع ُ المَجرى
و قوة ُ التيار ِ  في انحداره ِ
من شُعب ٍ الجبال ِ ..
كان الوقت ُ  عصرا

متاعُنا بقربٍنا
حقيبتان ِ خفّتا
و قبعات ٌ من جريد ِ الدّوم ِ
كُن ّ واسعات ٍ صُفرا

في حيرة ٍ من أمرِنا كُنا..
و أنت َ لا تُطيق ُ صبرا

تقول ُ لي  :
ماذا إذا لم نستطع ْ عبورَه ؟؟
ماذا إذا  بِتنا  هنا ؟؟
تقتاتُنا  الوحوش ُ
أو ْ نموت ُ  غَدرا ؟؟

لم ْ ننتبه ْ إلي بهاء ِ الشجر ِ الوريف ْ
و لا إلى النسائم ِ التي تشربت ْ
عطر َ الغصون ِ
و استثارت ِ  الحفيف ْ
و لا العصافير ِ التي
تناغمت ْ بالشدو ٍ والهتاف ِ و الرفيف ْ
و لا ألى السحاب ِ إذ يعانق ٌ الجبال َ
في ارتحاله ِ الخفيف ْ
كل ُ الذي بدا لنا
تدافع ُ  المياه ِ ، و هديرُها المخيف ْ

قلت َ  لي مُبتئسا ً :
و كيف َ لا تشيّد ُ الحكومة ُ الجسور ْ ؟؟
و في جبينك َ الحزين ِ
ارتسمت ْ مخاطر ُ المبيت ِ في العراء ِ
واستحالة ُ  العبور ْ
و الكون ُ  لم يعد ْ  إلا  مَهالكا ً و ماء ْ
و ليلة ً  موحشة ً  ديجور ْ
ماذا اذا !!!
ماذا اذا؟؟

و فجأة ً  أتين َ
مثل َ جوقة ٍ  من حُور ْ
في مشيهن ّ خِفة ٌ
و في الوجوه ِ  أشرق َ الحبور ْ
كواعِبا ً
جئن َ بنات ُ  ( المُورو )
سألننا :
هل تطلبان ِ الضفة َ الأخرى؟
أتسبحان ْ ؟
أجبتُ  : لا .
و أنت َ  قد  صمت ّ برهة ً
وفي الخيال ِ خاطر ٌ يدور ْ :
ما  الذي  تقوله ُ ( بنات ُ جَعَل ٍ)
إذا علِمن َ أن ّ من ْ  أنقذننا
بنات ُ نوبا ..؟
و امتقعت َ كالمقهور ْ .
ماذا إذا
ماذا إذا ؟

أخذْنَنا إلي  المياه ِ دونما  مَهابه ْ
الخوْر ُ في اصطخابه ِ
و القلب منّا واجف ٌ
و الذهن ُ ضاعف َ اضطرابَه ْ
في مرح ٍ أخذننا
متاعُنا في ( ريكة ٍ) كبيرة ٍ منسابه ْ
و نحن ما بين السواعد ِ الفتية ِ الغلابة ْ

عبرنا ..

تغلغل َ الهواء ُ في ثيابنا المُبتله ْ
و في مسيرنا مع البنيات ِ الحسان ِ
 نحو الحِله ْ
همست َ لي  بنظرة ٍ مرتابة ْ
ماذا إذا  أبصرنا  ذووهُن ّ ؟
أيغضبون ؟  كوننا جلابة !!!

توارت ٍ الشمس ُ
و قد أوصلنَنا  إلي  (  قَمَر ْ )
ذاك الذي  استضافنا في داره ِ
فسيحة ِ  الأرجاء ْ
جاءوا  لنا  بماء ْ
و بحليب ٍ دافئٍ ....
و احتدمت ْ في الحوش ِ نكهة ُ  الشواء ْ
و قبل َ ان يأخذَنا النعاس ْ
أتينَنا
-  أؤلئك البنيات ُ -
و ( للحُبُمْبارات ُ ) في أياديهن ّ
ضجة ٌ  مُوقّعه ْ

أخذننا ( للنقعة )
حيث ُ تبارت ِ الأبواق ُ في الصهيل ْ
و ارتفع َ الغناء ْ
ضجت الطبول ُ والأجساد ُ بالحياة ِ
تحت القمر المضيئ
و الرقص ُ …
يا لرقصِهم ْ
نواهدا ً و فتية ً تشابكت أكفُهم ..
تباعدوا في خفة ٍ …
ها بعضُهم لبعضِهم يفيئ ..
خَطَوا إلي الأمام كرّة ًً
و للوراء أخرى..
تمايلوا كالعشب ِ و استقاموا
تقاربوا حد ّ التلاصُق ِ البرئ
و التمَعَت ْ أجسادُهم بزيت ِ السمسم ِ
الذي علي اخضرارهِم ْ يُضيئ
الودع ُ حول َ ( المَغَر ِ) المُحْمَر ْ
و الخرز ُ المنظوم ُ في الرقاب ِو الأحقاء ْ
سلاسلا ً تغيب ُ تارة ً و تارة ً تجيئ
و أنت … في تعجب ٍ مما ترى
تقول ُ لي :
ماذا إذا ..
ماذا إذا ما رقص الشيطان ُ بينهم ْ
و كان ما يُسيئ؟؟؟؟

عندما استكانت ِ الطبول ُ
و انقضي السمر ْ
 تفرق الجمع ُ
توجهنا  إلي بيت ِ ( قمر )
مُضيفِنا الذي أمدّنا بمذياع ٍ
و لبن ٍ  و ماء ْ
و أنت َ ...
 بين رقة النسائم ِ
التي تهفهف ُ الملاءة َ الحمراء ْ
و بوْح ِ ياسَمينة ٍ تمايلت ْ تُعطر ُ  الأرجاء ْ
تسألني : ماذا اذا ؟
و فجأة ...
إنبعثت ْ أغنية ٌ أليفة ٌ
من المذياع ْ.
صمت ّ  مُصغيا ً
و رحت َ تُحِكم ُ الغطاء ْ!!!!