و إنني أذكر ُ
يوم َ أن ْ وقفنا
على ضفاف ِ ( الخور ِ ) ..
يا لها من ذكرى !!!
إذ هالنا منه اتساع ُ المَجرى
و قوة ُ التيار ِ في انحداره ِ
من شُعب ٍ الجبال ِ ..
كان الوقت ُ عصرا
متاعُنا بقربٍنا
حقيبتان ِ خفّتا
و قبعات ٌ من جريد ِ الدّوم ِ
كُن ّ واسعات ٍ صُفرا
في حيرة ٍ من أمرِنا كُنا..
و أنت َ لا تُطيق ُ صبرا
تقول ُ لي :
ماذا إذا لم نستطع ْ عبورَه ؟؟
ماذا إذا بِتنا هنا ؟؟
تقتاتُنا الوحوش ُ
أو ْ نموت ُ غَدرا ؟؟
لم ْ ننتبه ْ إلي بهاء ِ الشجر ِ الوريف ْ
و لا إلى النسائم ِ التي تشربت ْ
عطر َ الغصون ِ
و استثارت ِ الحفيف ْ
و لا العصافير ِ التي
تناغمت ْ بالشدو ٍ والهتاف ِ و الرفيف ْ
و لا ألى السحاب ِ إذ يعانق ٌ الجبال َ
في ارتحاله ِ الخفيف ْ
كل ُ الذي بدا لنا
تدافع ُ المياه ِ ، و هديرُها المخيف ْ
قلت َ لي مُبتئسا ً :
و كيف َ لا تشيّد ُ الحكومة ُ الجسور ْ ؟؟
و في جبينك َ الحزين ِ
ارتسمت ْ مخاطر ُ المبيت ِ في العراء ِ
واستحالة ُ العبور ْ
و الكون ُ لم يعد ْ إلا مَهالكا ً و ماء ْ
و ليلة ً موحشة ً ديجور ْ
ماذا اذا !!!
ماذا اذا؟؟
و فجأة ً أتين َ
مثل َ جوقة ٍ من حُور ْ
في مشيهن ّ خِفة ٌ
و في الوجوه ِ أشرق َ الحبور ْ
كواعِبا ً
جئن َ بنات ُ ( المُورو )
سألننا :
هل تطلبان ِ الضفة َ الأخرى؟
أتسبحان ْ ؟
أجبتُ : لا .
و أنت َ قد صمت ّ برهة ً
وفي الخيال ِ خاطر ٌ يدور ْ :
ما الذي تقوله ُ ( بنات ُ جَعَل ٍ)
إذا علِمن َ أن ّ من ْ أنقذننا
بنات ُ نوبا ..؟
و امتقعت َ كالمقهور ْ .
ماذا إذا
ماذا إذا ؟
أخذْنَنا إلي المياه ِ دونما مَهابه ْ
الخوْر ُ في اصطخابه ِ
و القلب منّا واجف ٌ
و الذهن ُ ضاعف َ اضطرابَه ْ
في مرح ٍ أخذننا
متاعُنا في ( ريكة ٍ) كبيرة ٍ منسابه ْ
و نحن ما بين السواعد ِ الفتية ِ الغلابة ْ
عبرنا ..
تغلغل َ الهواء ُ في ثيابنا المُبتله ْ
و في مسيرنا مع البنيات ِ الحسان ِ
نحو الحِله ْ
همست َ لي بنظرة ٍ مرتابة ْ
ماذا إذا أبصرنا ذووهُن ّ ؟
أيغضبون ؟ كوننا جلابة !!!
توارت ٍ الشمس ُ
و قد أوصلنَنا إلي ( قَمَر ْ )
ذاك الذي استضافنا في داره ِ
فسيحة ِ الأرجاء ْ
جاءوا لنا بماء ْ
و بحليب ٍ دافئٍ ....
و احتدمت ْ في الحوش ِ نكهة ُ الشواء ْ
و قبل َ ان يأخذَنا النعاس ْ
أتينَنا
- أؤلئك البنيات ُ -
و ( للحُبُمْبارات ُ ) في أياديهن ّ
ضجة ٌ مُوقّعه ْ
أخذننا ( للنقعة )
حيث ُ تبارت ِ الأبواق ُ في الصهيل ْ
و ارتفع َ الغناء ْ
ضجت الطبول ُ والأجساد ُ بالحياة ِ
تحت القمر المضيئ
و الرقص ُ …
يا لرقصِهم ْ
نواهدا ً و فتية ً تشابكت أكفُهم ..
تباعدوا في خفة ٍ …
ها بعضُهم لبعضِهم يفيئ ..
خَطَوا إلي الأمام كرّة ًً
و للوراء أخرى..
تمايلوا كالعشب ِ و استقاموا
تقاربوا حد ّ التلاصُق ِ البرئ
و التمَعَت ْ أجسادُهم بزيت ِ السمسم ِ
الذي علي اخضرارهِم ْ يُضيئ
الودع ُ حول َ ( المَغَر ِ) المُحْمَر ْ
و الخرز ُ المنظوم ُ في الرقاب ِو الأحقاء ْ
سلاسلا ً تغيب ُ تارة ً و تارة ً تجيئ
و أنت … في تعجب ٍ مما ترى
تقول ُ لي :
ماذا إذا ..
ماذا إذا ما رقص الشيطان ُ بينهم ْ
و كان ما يُسيئ؟؟؟؟
عندما استكانت ِ الطبول ُ
و انقضي السمر ْ
تفرق الجمع ُ
توجهنا إلي بيت ِ ( قمر )
مُضيفِنا الذي أمدّنا بمذياع ٍ
و لبن ٍ و ماء ْ
و أنت َ ...
بين رقة النسائم ِ
التي تهفهف ُ الملاءة َ الحمراء ْ
و بوْح ِ ياسَمينة ٍ تمايلت ْ تُعطر ُ الأرجاء ْ
تسألني : ماذا اذا ؟
و فجأة ...
إنبعثت ْ أغنية ٌ أليفة ٌ
من المذياع ْ.
صمت ّ مُصغيا ً
و رحت َ تُحِكم ُ الغطاء ْ!!!!
شارك هذا الموضوع: