في "مايِرْنُو"
ابْتدأَتْ زهْرتُنا تَتفتَّحُ،
نحنُ بِتِلَّاتُ الحُزْنِ الوطنيِّ على الشارع.
قُلنا نَدْخلُ حقلاً ودمازِين،
نَفتحُ حقَّ حياةِ عُراةِ "السِّنَّاريِّينَ" نشيداً يَتناشَجُ في أمدرمانِ "الفَوْزِيِّين".
……………………..
ابتدأتْ شُعلتُنا
في الرَّقْصةِ حول النار،
ومنْ قبلِ وميض الأحلامِ
على قلب الليل، وقلب العَفويِّ الطفلِ، وقلبِ الطفل العَفويِّ الأحوال.
كُنَّا في الحيِّ الشعبيِّ
وفي منتصَف الساحة خَمْساً،
صِرنا عَشْراً،
فمِئات.
صِرنا من فَرْط صُراخ الملعُونينَ
أُنوفاً
فأُلوفاً
وملايين.
(هل حقَّاً كنّا خمْساً؟!)
في المَوكبِ لايَعترِفُ العَرَقُ الشعبيُّ،
سوى بالمَوكبِ
فوق عِناق الثُّوَّار المُنحدِرين..
من أعمق ظُلُماتِ البِذرة في الطين.
(هل حقَّاً كُنَّا خمساً؟!)
هل حقّاً قُمنا بالرِّيْحِ
على قِممِ عذابات الوردةِ في السَّاحل!
هل حقَّاً قُمنا بالسَّاهل!
ياحقلَ الرُّوحِ تكلّمْ!
ياأقسى أقصى مامَلكَتْ دُنيايَ من الأيَّام..
ياموتَ الرُّوحِ تعلَّمْْ..
نفَسَاً آخَرَ في ظلِِّ مآلاتِ الأَيتام.
لن أَمضيَ أبداً دون سؤال..
ولن أتحاشى فيكمْ رغبةَ أنَّي أحيا،
وفيَّ عزيزُ الحُبِّ بما مَلكَتْ فيَّ الآمال،
وما هَلكَتْ فيَّ غزيرُ العُمَّال:
عاملُ ضَوءِ اللُّجْنة،
عاملُ سهْلِ الجَنَّة،
عاملُ طينِ اللَّجْنة
لنْ أحيا أبداً مُنقسِمَ البالِ
وفي بالي بلدي الأَوحَدُ والواحدُ والمُتَّحدُ، المُتوحِّدُ عند وحيد مكانِ
الطَّعنةِ في الأَوصال.
(هلْ حقّاً ياعبدَ عظيمِ الأطفال!
هل حقّاً مِتْنا خمْساً،
أمْ كنتَ جميعَ الأبطال؟ )
لنْ أحيا أبداً،
دون مُناصَرةِ البِذرة في الحقلِ؛
ودون مُساهمتي
في حَقِّ المُضْغنةِ في التَّكوين.
لنْ أحيا أبداً
إلَّا وهُتافي في قلب الشاعرِ يَعرِفُ أسرارَ التَّلوين.
لنْ أنجوَ إلّا وبلادي
تضربُ جَوفَ البحرِ،
وتذهبُ في النَّاجين.
(هل حقّاً كنّا خمْساً)
يامَنْ فكَّرتمْ أنْ تتطفَّلَ حاسَّتُكمْ، تلك الملعُونةُ،
مُذْ خلقَ اللهُ السُّودانَ،
بأعظمِ أسماءِ الطين؛
على كلِّ عِظام الشُّهداء الطيْبِين؟!!
يامَنْ فكَّرتُمْ في خطْفِ ثمارِ الذِّكرى من بِذرة عُمَّالِ الحقل،
قولوا: "باسم الله"
وإلّا قُولوا :"باسْمِ الشُّهَدَا" في آخِرِ شهَقَات "الآه"
قُولوا باسْمِ الاسْمِ العاريْ من ظُلُمات الجاه.
في "مايِرنُو"
ما ابتدأَ نشيدُ الثورةِ صُدْفةْ؛
ولا كانتْ صرْخةُ ميلادِ الثورةِ في غُرْفةْ.
كنَّا خمْساً في الحيِّ الشعبيِّ،
في منتصفِ الساحة صِرنا عشْراً، فمئات..
صِرنا من فَرط نشيد المنبُوذين..
أُنوفاً
فأُلُوفاً
فملايين.
وغداً،
في الساحةِ
نفْسِ الساحة،
في ذات الحيِّ الشعبيِّ؛
سنكونُ ملايين..
إنْ لم يأتِ الخمْسةُ
للساحة،
في وسط الحيِّ الشعبيِّ؛
ونراهُمْ في الساحة،
في منتصَفِ الساحة؛
مكتملي الأَعلامِ الحُرَّةْ.
عند الواحدةِ تماماً؛
مرفُوعي الرأس،
ومُرتفِعينَ بكلِّ أناشيدِ
المُنتصرينَ
بِتاجِ الثورةْ.
بابكر الوسيلة
شارك هذا الموضوع: