طوكيو – اليابان ” … فَافْتَحُوا حُرَّاسَ سِنَّار، اِفْتَحُوا لِلعَائِدِ أَبْوَابَ المَدِيْنَة.- “بَدَوِيٌّ أَنْتَ”؟ – “لا”. – “مِنْ بِلادِ الزِّنْجِ” ؟ – – “لا”، أَنا مِنْكُم. تَائهٌ عَادَ يُغَنِّي بِلِسَانٍ، ويُصَلِّي بِلِسَان. مِن بِحَارٍ نَائِيَاتٍ لَمْ تُنِر فِي صَمْتِها الأَخْضَرِ أَحْلامَ المَوَانِئ. …” (العَوْدةُ إلى سِنَّار”النَّشيدُ الثَّانِي : المَدِيْنَةُ ” : د. محمد عبد الحي). الآنَ،...
والبلدة الحبيبة تزدهي منتشيةً بأهلها، وجغرافيتها، وتاريخها الزمني والاجتماعي والثقافي، والبُرُوقُ التي كانت لامعةً تتلألأُ في سماواتها فرحةً بِإيماضها، والرُّعُودُ التي مازالت هادرةً تُصوِّت على مسامع القرية بِهزيمها. ...
ومساراتُ الظعائن تأخذ دروبها الواسعات الفسيحات ذوات الملامح التي لا تَـمَّحِي أو تتغيَّر منذ سنواتٍ وعقودٍ وقرونٍ من الزمان الاجتماعي البشري والطبيعي الأنطلوجي، وهو ينتظم البلاد والناس ويدخل التاريخ من أبوابه الشامخات المشرعات ليلَ نهار، ظلَّ موسم الخريف لازمةً حميمة في حديث أهلِ القرى والأرياف نواحي بَلدتنا الحبيبة وهي تستقبله في بواكيره أوان الرُّشاشِ، ورشقات حُبيبات المطر الرذاذ، وزخَّات الفر...
ثلاثيةُ الزمنِ والذي هو الحياةُ الموهوبة للإنسانِ (الآنَ وأمسِ وغداً)، هي نفسُها ثلاثيةُ الحاضرِ والماضي والمستقبل. فالواقع الشاخص الحاضر الآن، تتلقفه النفوسُ بعجلةٍ وشغفٍ أو تراخٍ وتثاقلٍ آخذةً له...
السَّادِسَةُ والنِّصْفُ صَبَاحاً فِي أمدرمان، إذاعَةِ جُمهوريَّةِ السُّودان. أيُّها السَّيِّداتُ والسَّادَةُ، السَّلامُ عَليكُم ورحْمَةُ الله. أمدرمان تُحَيِّيكُم وتُقَدِّمُ أُوْلَى نَشَراتِها الإخْبَاريَّةِ لِهَذَا اليَوْمِ، يَقْرَؤُها إِلَى حَضَرَاتِكُم، كَمااااااال مُحمد الطَّيِّب، ... أحمد سُليمان ضو البيت، ... عَبَّاس ساتِي، ... عبد ...
تقول حكمة من بلاد الشمس المشرقة (اليابان): "أزهار البارحةِ هي أحلامُ اليوم". وحكمة أخرى من بلاد الساموراي، والسيد فوجي الجبل (اليابان) تقول: دائماً يأخذ الماءُ شكل الإناء الذي يحتويه. ...
بُعَيد مغيب الشمسِ قُبيلَ العِشاءِ، يرتع قطيعٌ من الغزلان البريئة على وادٍ خصيب رسم الطمي على سطحه أخاديد صغيرة وخطوطاً متشابكة تشي بالرواء، تكسوه الخضرة براعم رفيعات القوام والملمس من وريقات الناباتات الريانة بخريف العام الذي ولَّى، تاركاً الأرض وما عليها تنضح بكل ما يشبع ويروي...
ومراكبُ أحلامِنا الصغيرةِ والكبيرةِ مازالت تُفَتِّشُ بَاحثةً في قلقٍ محمومٍ وحميد عن مرافئ ومراسي ومَشَارع تَحُطُّ عليها رحالها الـمُحمَّلات شوقاً للذي تأتي به مقبل الأيام والسنوات كامل التحقيق في تمامه البهي المتناغم،...
الغرانيق الجميلات هي الأخرى تغني للفرح، تصدح في مسارات رحيلها المكتوب أزماناً وأمكنة. في صباحات أو عصريات قريتنا الحبيبة، والدنيا يدخلها مشاغباً متلصِّصاً الرُّشَاشُ معلناً بدايات الخريف، تتحرَّق كوامن الشوق العنيد لشيئ ما، مثير بعيد مثل أهازيج المرح...
تلكم الطائرات ذوات الخيوط البيضاء المُخَلَفة وراءها قَرِيْنَ خيالات النجمة أم ضنب، طائرات الثلث الأخير من ليل قريتنا الحبيبة، وهي تَسْكُب الهواء الـمُتَخَيَّل" في رئة القمر، تأخذنا لعوالم فوق ضجيج اليومي من الحياة...
على أيام طفولتنا وقد عَرَشَ الصِّبا حياتنا بالفتوَّة والنضارة والشباب، نواحي قريتنا الحبيبة (وداكونه)، ما بَعْدَ سبعينات الألفية الفائتة. كُنَّا نُمنِّي النفسَ بالتِّرحال والسفر البعيدِ مسافةَ ما يحدِّده -راسِماً أُفقه -خيالنا الجامح وهُو يَعْلف مُدْخَلاتِ المدارس، وما يجود به المذياع من وَجَبَات أثيرية تبثُّها هُنا امدرمان، وهُنا لندن BBC، ومونتكارلو، وصوت أمَيْرِكا VOA، وإذاعة أَبَّشِي، وأثيوبيا الثَّورة، وصوت العرب من القااااااهِرة. وإذاعات أخريات تُشعل "مُضْرِمَةً" جذوة أ...