إن لم تزرعوا الفرح...... أنشروا عبيره

مجدي إسحق - 27-05-2020

أكتب وأنا حانق وقد تأخرت حروفي لأيام حتى لا أترك لغضبي أن يظهر بين المداد..
أنا حانق على وزارة الإعلام.. ووزير الإعلام وعلى رئيسنا حمدوك رغم مانحمله لكم من محبه… ولكنه العشم الذي وضعنا به توقعاتنا فوق الثريا ولم نراها تتجاوز الثرى.
لقد دخل الفرح الاف البيوت وخط الابتسام بصماته في وجوه أهلنا الطيبين وهم يستلمون مرتباتهم. لحظة لا تعبر بقيمة ما دخلت حساباتهم من أرقام لكنها لحظة طال إنتظارها من رحم العنت والمعاناه والصبر.. لحظة كان يحلم بها كل شريف ليس بحثاء عن ثراء بل تعطشا ليرى مردود تضحياته لا يضيع هباء بل إشعارا بأن هناك من يقدر عطاءه..وأن جهده يعني الكثير وأن هناك دولة تشعر بمعاناته وإنه في قمة أولوياتها و إن حكومة الثوره تقول للشرفاء شكرا فقد طال صبركم..ليس تفضلا بل تقول لملح الأرض هذا القليل لا يوازي جهدكم وحرثكم وصبركم. إنها رسالة وقلادة عرفان تقول بها دولتكم نحن معكم نقدر تضحياتكم وانتم فوق العيون.
رغم المعاناه وو اقعنا الاقتصادي المتهالك… لم ننساكم.. فقامت حكومتكم بترتيب أوضاعها وتقول هذه ليست زيادات ولامنحه بل حقكم… فرضت عدالة الثوره في ضرورة توزيع مواردنا التي كان ينهبها سدنة الظلم والفساد فما فعلنا سوى اعدنا الحقوق لأصحابها.
لست إقتصاديا ولكن من موقعي في مجال الطب النفسي نقول إن أفضل استثمار هو الاستثمار في الإنسان.. وأي إستثمارىأكبر من ان ترسم البسمه وتعيد للشرفاء ثقتهم في حكومتهم… تعيد لهم كرامتهم وثقتهم في أن جهدهم لا يضيع هباء. حتما سنرى هذا زيادة في الإنتاج وحماسا في البناء ودعما لخطى ثورتنا عرقا وتضحيات فأي إستثمار أعظم من هذا.
لقد كانت زيادة المرتبات إنجازا لحكومتنا في توفيرها للموارد ولوضعها في قمة أولوياتها… هذا الإنجاز قابله شعبنا بالفرح وبالحبور.
كنت أتوقع لإعلامنا أن يسلط ضؤه على هذا الإنجار عاكسا للشعب بأن حكومتكم تعمل وانتم في بالها وتنجز وانتم في قمة أولوياتها.. كنت أتوقع إعلاما يعكس فرح الشعب بخطوة حكومته وتقديره لوجود حكومته تعبر عنه وتحمل همومه وتمسح معاناته..
كنت أتوقع إعلاما يحتفي..يبشر بالفرح ويشارك في كرنفالاته يعكس الإنجاز يخرس الاصوات النشاز ينقل مشاعر الفرح المنتشره وسط الشرفاء ليوثق حبال الموده بين شعبنا وحكومته ليحاب الإحباط وليحاصر فحيح خفافيش الظلام.
لكن إعلامنا… جالس في صمته كأنه لم يقرأ عظمة الإنجاز ولم يتلمس شلالات الفرح ومرت الأيام رتيبة في مؤسساتهم تنتج الملل و تزرع التساؤلات والغضب.
نتساءل عن إعلامنا الذي كنا نحلم به يفجر معاقل الفساد بتحقيقاته وكاميراته الجريئه تدخل بيوت الأشباح وتوثق للتعذيب تسجل حرق القرى واطفالنا الذين أحرقتهم الطائرات فاحتموا بالكهوف.. إعلام يراقب الاداء ينحاز للشارع ويبشر بقيم الحريه والمؤسسيه… كنا نحلم به اعلاما يفرح ليالينا بالشفافية ويكشف خبايا عهد الظلام ويزرع الفرح بأضواء المستقبل الباهر.. ولكن هيهات… ومازال حلمنا يراوحنا ولا نرى له أملا في ان يصبح واقعا قريب.
لكن اذا صبرنا على عدم زرع الفرح… فكيف نصبر على عدم نشر الفرح الذي جاءته بشرياته في طبق من ذهب.. في إنجاز يشرف حكومتنا وفرح أضاء بيوت الشرفاء..فكيف لا يغتنم الإعلام الفرصه ويفجرها فرحة وأمل… لكنه صمت غربل كان الفرح لايعنيه وكأن الإنجاز لا يمثله…
لا أنكر حنقي وغضبي.. لأنني لا أجد عذرا ولا تبريرا في عدم نشر الفرح وفي المقابل أرى نفس الإسطوانة المشروخه في برامج متكلسه يعاد انتاجها لا لون لها ولا رائحه ولا نجد لها من عبير الثورة رائحة ولا أثر..
لذا أتفهم غضبي وحنقي على وزارة إعلامنا ومن رئيسنا الذي يجب ان يرفض هذا الترهل وغياب الحس الثوري وان يصدر موجهاته حتى يستقيم عود الإعلام ويعود الى جادة الصواب طائعا لحظيرة الثوره..
ولشعبنا الصابر.. وللشرفاء أن نعلن رفضنا لإعلامنا
ولنرفع صوتنا نطالب بإعلام في حجم ثورتنا يوثق لتاريخها ويسجل إنجازاتها ويدافع عنها من فلول المرجفين… وحتما بجهد الشرفاء ستستقيم الأمور وسيطل الصباح.. وستشرق شمس الرخاء في دولة الحريه والسلام.