مهما اختلفنا مع الحزب الشيوعي أو إتفقنا فلا أحد يستطيع ان ينكر نضالاته من أجل الحريه ولا دوره المرتقب في بناء دولة المواطنه والمؤسسات.
نحترم حقه و إستقلاليته في إتخاذ ما يراه مناسبا ولكن من حقنا ان نعلن إختلافنا وأن نسطر إحباطنا فقد كان العشم غير ذلك.
لقد خرج الحزب بقرار يحمل حيثيات ونتائج قادته لمفارقة قوى الحرية والتغيير ولكن للأسف لم تقنعنا الحيثيات ولم تعجبنا النتائج فحق علينا ان نقول ذلك ليس فقط نقدا لخطأ الحزب الشيوعي ولكن تقييما لخطوة نعتقد إنها أخطأت التقدير والنتائج و نزعم ستقود الوطن الى مواقع أسوأ من الضعف والتشرذم.
لقد وضع الحيثيات التاليه سببا لمفارقته قوى الحرية والتغيير.
1.السلطه الإنتقاليه تقلص الحريات وتنتهك الحقوق.
2.الإبطاء في تحقيق العداله..والإقتصاص للشهداء.
3.مصادرة أدوات التغيير لوقف المد الثوري.
4.بعض ق ح ت تعقد اتفاقات مشبوهه داخل وخارج البلاد نحو الإنقلاب على الثوره.
وان تستند عليها لتصل لنتيجة الخروج عن قوى الإجماع و ق ح ت والعمل مع الجماهير
إن الملاحظ في هذه الحيثيات ضخامة الإتهامات والتي لن ندخل في مصداقيتها من عدمه ولكن حتما هي تهما لايمكن تجاوزها ولا يمكن إختزالها في بيان.. ولا يفترض معها الانسحاب بل يجب البقاء وتطهير جسم التكالف وذلك بطرح هذه التهم أمام القضاء في تجاه أفراد محددين فإن إنتهاك الحريات وتعطيل العداله والإجتماعات المشبوهه للنيل من الثوره هي جريمة وإنتهاك واضح للقانون يجب ان تضع امام المحاكم وأن تملك للشعب ليس فقط لعقاب مرتكبيها ولكن لحماية جسم الثوره والحفاظ على تطورها.الكل يعلم إن هذا لن يحدث فهي حيثيات للخطاب السياسي لكنها للأسف لا يفترضان يسهل إطلاقها لأنها تعني دمغ ق ح ت و الحركه السياسيه بالعماله و التخوين…وتخلق شرخا في ق ح ت نحن في غنى عنه..
إن الحزب يتحمل مسئولية كل أخطاء قوى الحريه والتغيير فقد كان جزء من كل خطواتها وجميل أن يعيد قراءة مواقفه وأن ينتقد ذاته ويعتذر عن مواقفه.. ويحمد له ذلك.. وله الحق ان ينسحب لكن كان من الأجمل أن يتم بدون الحوجة لتلطيخ سمعة حلفائه ومحاولة تبييض وجهه و رسم صورة النقاء الثوري وغيره هم الأشرار وأصحاب المصالح… والأفضل والمحرية منه كان العض على الرصاص وردم الشروخ ودعم الأعمدة والجدار المائله.
إن الواقع المتعقد اليوم والذي لا يخفى على أحد صراع العسكر والحكومة الإنتقاليه.. ودخول الجبهة الثوريه في الصراع القائم والتي حتما لن تكون في مصلحة ق ح ت ويأتي إنسحاب الحزب زيادة للتشرذم والمحاور وإضعافا لقوى الحريه والتغيير.
هل غاب على الحزب هذا التعقيد وصعوبة المسير لتحقيق دولة الحرية والمؤسسات والتي تحتاج لتضافر كل القوى مهما ضعفت مساهمتها. إن قوى التغيير التي تعاني الضعف و الهزال لا تحتاج ان تستنزف قواها في صراعاتها الذاتيه وتترك الساحة مفتوحة للمتربصين والعسكر… فهل هذا هو الوقت المناسب للإنسحاب؟؟ .
إن الحزب الذي له رصيدا في تحالفات أكثر تعقيدا وله تجربة في قيادة التحالفات في أصعب المنحنيات نستغرب ما الذي حدث ويجعله يرفع رأية الاستسلام ويترك للتناقضات الفرصة لكي تهدم المصالح الاستراتيجيه وأحلام الشعب في الحريه.وهل يعقل أن الحزب لم يجد مساحة من الإلتقاء مع والإتحاديين وحزب الأمه.المؤتمر السوداني والبعثيين نحوتحقيق دولة الحريه… وهل يعقل أن يصبح حلفاء الأمس في ليلة وضحاها مستلبين من بذور الإنتماء للثوره.. وليصيرو في موقع العداوة والتخوين.
إن الإنسحاب لا يعكس فقط إرتفاع مستوى التناقض بل يعكس مستويين من الخلل في طرح الحزب ورؤيته. أولهما هي خطوة تعكس ضعف الوعي بحتمية التحالف لتحقيق الهدف وإنه لن يتحقق بجهد حزب او مجموعة لوحدها. ثانيهما إن التناقض بين قوى التغيير لا يحسم في الاجتماعات والغرفه المغلقه بل يحسم بالعمل وسط الجماهير وتمليكها الوعي لتفرض على قياداتها طريق التغيير… لأنه حتى لو صدقت إنتهازية القيادات وعمالتها فهذا لن ينفي نضالات شباب الأمه.. ولا مجاهدات شباب الاتحادين ولا مواقف عضوية المؤتمر السوداني.فهل سيعني محاكمة الاحزاب بجزء من قياداتها ومخاصمة عضويته.؟؟
لذا أي فشل في حسم التناقض انما يعكس فشلا في تمليك الوعي للجماهير. فشلا لا يحسم بالانسحاب من التحالف بل يحسمه تجويد العمل الثوري وسط الجماهير وتمليكها الوعي لتفرض على قيادتها السير في دروب التغيير..
حتى إذا تجاوزنا رأينا في خطأ القرار.. فإنه يحق لنا نسأل بكثير من القلق ثم ماذا بعد الإنسحاب والسعي لإسقاط الحكومة الإنتقاليه هل يعني مسيرات ومظاهرات تصادم مسيرات الاتحادين وحزب الأمه والمؤتمر السوداني وللشرفاء الذين لم ينقطع عشمهم في حكومتهم بعد.؟؟
. أم هي معارك في النقابات ضد قوائم ق ح ت؟؟
أم إحتجاجات في دارفور ضد الالاف الذين إكتوا بنيران الحروب وسيدافعون عن حكومة السلام…أم سيكونوا تيار إستقطاب وسط لجان المقاومه لتنشق بين من يدافع عن الحكومة وآخرين يجذبهم الحزب.. هل ستكون المحصلة أن يصبح الحزب فيلقا جديدا خصما يصارع الشرفاء في كل المحاور وليجلس العسكر وخفافيش الظلام يعاقرون الفرح وإنتظار الخراب.
إن الحزب محتاج الان لسماع أصوات الحادبين وقراءة تأثير قراره على الحركه السياسيه والقيام بما يفرضه تاريخه ودوره في القيام بترميم التحالف والبدء من القواعد بطرح مبادرة يسعى لأن تتبناها الجماهير العريضه وتسعى لفرضها لفتح الحوار وإعادة النظر في…
1.تحديد أهداف الفترة الإنتقاليه ورسم خطى تنفيذها.. والاتفاق على إكمال هياكلها.
2.إعادة هيكلة ق ح ت وصياغة لوائحها حتى يتم تنظيم و تنسيق الجهود
3.العمل في الوصول للجماهير وتكوين فروع لقوى الحريه حتى يكون القرار من الجماهير وإليها.
4.الاهتمام بمشروع الوعي وتمليك الجماهير وتنظيمها وإعطائها دورها الحقيقي في قيادة التغيير..
هي دعوة لتجاوز واقع الأزمه بالسماح للفكر الموضوعي لتجاوز تناقضاتنا من أجل الهدف الأسمى.. وحتى تكون قوى الثوره في مركب واحده لتصل مرافئ دولة الحرية والمؤسسات تتجاوز تناقضاتها بلا تنافر او تخوين لقياداتها حتى ترفرف رايات الرخاء والحريه..
شارك هذا الموضوع: