أستغرب من يتوقع أن نحتفي بالحكومة المقبله وأن نرفع سقف توقعاتنا ونفتح شبابيك الأمل؟؟
من أين يأتي الإحتفاء من تجربة سابقه محملة بالإخفاقات؟ أم من تقييم للحكومة الحاليه تحديدا للسلبيات ومحاولة لتجاوزها… أم نحتفي بمشاورات في غرف مغلقه الشعب مغيب منها تماما.. وما يرشح منها صراع في المناصب وليس خلافا في البرامج والخطط؟؟
في خضم هذا السعي المحموم بين القوى السياسيه لتشكيل الحكومة الإنتقاليه هل نستغرب أن نجد إن الشارع يراقب ما يحدث بلا تفاعل ولاحماس. لا شك إن للإحباط من أداء الحكومه وعدم التقييم لما تم دورا أساسيا في ذلك.. لايحتاج أي فرد أن يكون عالما في الإقتصاد السياسي ليرى ثقوبا في حكومتنا الإنتقاليه لاتستر عورتها ولا تسر الناظرين. لا يخفى على أحد هذه الثقوب التي لانرى تقييما ولا حديثا ولا إرهاصات لرتقها بل الأدهى وأمر لانجد إعترافا بوجودها.. كأنه الرضا بالحال والسعي لإستمراره..
… لذا ليس غريبا ان نتوقع حكومة قادمة تحمل نفس الملامح و الرزايا ويزيدها بؤسا… إبتعادا من الشعب إحباطا وكفرا بها قبل أن تخرج للحياه.
إن الواقع اليومي أصبحت تحكمه الأزمات والتدهور الإقتصادي بصورة تدعو للدهشة والإستغراب والألم ولسان حال شعبنا يقول هل فقدت حكومتنا البوصله.. ففقدت السيطرة على وحش إقتصادنا المتهالك وأسلمت رقابها لزبانيته ومفسديه؟؟
هل رفعت راياتها البيضاء إستسلاما لأساطين الفساد فلا عدالة تعيد للشعب ثروته ولا سلطة تسيطر على إنفلاتهم وتمددهم؟
هل تناست جرح العدالة النازف فلا قصاص ولا محاكمات لمن أجرم في حق شعبنا؟؟ يحاصر شعبنا الألم وترتفع الأصوات والحروف بالشكوى والصراخ وحكومتنا في غرف مغلقة تصم أذانها ويعود الصدى بلا إجابات وبلا أمل مشبعا بالحيرة والإحباط والغضب.
إن كل مراقب للواقع يستطيع أن يحكي عن الحال المائل ويستغرب وهو يرى من الثقوب تفضح جسد حكومتنا العاري فنخجل لها ونحن نرى في كل صباح
1.غياب للحكومه وإنفصال من الشعب إنعداما للتواصل وغيابا للشفافيه.
2.تنازعا وغياب للتنسيق بين الحكومة وق ح ت.
3.تباينا بين المكون العسكري والمدني
4.صىراعات وتشرذم بين مكونات ق ح ت لاتزيدها الاضعفا وتفقدها ثقة شعبنا يوما بعد يوم..
فهل ستقوم الحكومة القادمه برتق هذه الثوب؟؟؟
أم ستتغير الوجوه وستضع الحكومة على جسدها هذا الثوب البالي المهترئ الذي لا يقدم دفء ولاأمان وفوق ذاك لايستر عورة ولا يسر الناظرين..
في عدم نقد و لا تحليل للتجربه نجد كل الدلائل تشير إن الحال لن يتغير فإن لم يسير للأسوأ وهو المتوقع فحتما لن يكون للأفضل له نصيب.
كل الدلائل السالبه لم تنبت من فراغ ولكن نبعت من تساؤلات شعبنا المشروعه التي ليس لها إجابات.
تساؤلات ترى الواقع يجافي المنطق والمعقول فلا تجد مفرا من اليقين بأن القادم آت وفي خلاياه جرثومة الفشل.
تساؤلات تبحث عن إجابه.. عن أي منطق سنتوقع التغيير ولم نسمع بتقييما ونقدا للواقع؟؟
كيف نتوقع ثمار التغيير الوزاري والتربة كما هي مليئة بالأشواك بلا حرث ولا تخطيط.. فهل أزمتنا كانت في تغيير أشخاص؟؟
أم أزمتنا الحقيقيه في غياب برنامج إقتصادي وسياسي يحقق إستقرار الأسعار وتوفير الخدمات توفير العداله وترسيخ الديمقراطيه؟؟
أستغرب لمن يملك ذرة من العقل أن يتوقع من شعبنا أن يحتفي بحكومة تهتم بإختيار الأشخاص ولا تضع برنامجا ولا خطة عمل؟؟؟
لا تطرح لشعبها ماذا ستفعل هذه الحكومة وفي كم من الزمن؟؟
بل أستغرب من ق ح ت وهي مهمومة بالوزراء من هم ومن أي حزب وليس من هاجسها ماذا سيفعل هذا الوزير في موقعه؟؟
أستغرب هاجس ق ح ت يتشكيل الوزاره وليس من هاجسها ما ذا حدث من قبل ولماذا؟
ولا تخاف من ان ترجع لنفس الموال السابق في البكاء لشعبنا بأن الحكومة لم تسمع توصياتها ولم تنفذ برنامجها؟؟
بل أستغرب من أشخاص يوافقون على الاستوزار لحكومة لا يعرفون برنامجها ولا أولوياتها.. وماهو متوقع منهم وما هو ممكن؟؟
أستغرب من شخص مهما كانت إمكانياته يرضى بالإستوزار وليس له ضمان بأن برنامجه أو خبرته ستجد القبول من الاخرين ولن تجد من يعارضه في تحقيقها؟
أستغرب من وزير ان يقبل بالتكليف على بياض ليقوم بتنفيذ برنامج ليس معلوم مع فريق قد لا يكون متجانسا وقد يطرح سياسات لاتناسبه.. ومع رئيس وزراء قد لا يتفق معه بل قد يحمل رؤى مختلفة له ومعارضه؟؟
بعد هذا الخلل البين هل تتوقعون من شعبنا الإحتفاء بالمجهول الذي لايعلم ماذا سيفعل في هموم الشعب وشعارات الثوره… من سيتوقع إحتفاء بجسم ليس له برنامج و بلا رقابة أو سلطان يحدد من سيحاسبه ومتى سيحاسبه إن فارق جادة الطريق…
لأن ثقتنا في شعبنا.. وثورتنا.. لن تموت ولن تهتز…..
سنقول بملء أفواهنا نعم.. سنحتفي ولكن بشروط إذا تحققت.. فسنكون أول من يدافع ويحتفي ولكن إن تجاوزت عنها وأغفلت فبيننا فراق وإحترام على ما بذلوا وسندعو من رحم الشعب لمن يحمل رأية التكليف ويحقق حلمنا في العدالة والنماء.. هي ليست شروط مجحفة ولكنها توقعات موضوعيه يستحقها شعبنا الذي ضحى… سنتوقع
1.برنامجا واضحا لرفع المعاناه ووقف الإنهيار وتحقيق العداله.
2.جدولا زمنيا لتحقيق هذه الأهداف المعلومة المحددة بالأرقام والسمات.
3.شفافية وتمليكا للحقائق ووجود يوميا مع الشعب يشرح الوقائع.. يفند الشائعات.. يحفز للعمل ويزرع الأمل.
4.إكمال مؤسسات التشريع والقضاء في زمن معلوم للقيام بدورها في المراقبة والمحايبه.
5.إكمال القوانين لتكوين الأجسام النقابيه لتصبح صوت الثوره وصمام أمانها
أحبتي
فلنفتح شبابيك الأمل…
هذه حروفنا.. تعكس إيماننا بالتغيير..ويقيننا بالثوره.. لن يؤرقنا الفشل ولن يحاصرنا اليأس والإحباط…
فقد تفشل الحكومات..
وقد يخطئ الأفراد…
لكن الثوره ستستمر شعلتها.. و رحم حواء بلادي لم يعقر وسيكون هناك الالاف من الشرفاء مشرعة قلوبهم للتضحات ولحمل رايات الثورة لسدرة منتهاها ولتظل أحلام شعبنا ترفرف دوما بنسائم الأمل والعمل الجاد لتحقيق دولة العدالة والرخاء
شارك هذا الموضوع: